للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتهاوت خُطَى الشريفِ المُعنَّى (١) … نازِفَ القلب ما له مِن نَصيرِ

كيف نمضي والزَّيفُ دينٌ وطبعٌ … والنفاقُ الخسيسُ جِسْرُ العبورِ؟

والأصيلُ الأصيلُ يحيا غريبًا … بحقوقِ الإنسان غيرُ جديرِ

والعدوُّ الغريبُ فينا سعيدٌ … ومُحاطٌ بالحبِّ والتقديرِ

فاختلالُ المِعيارِ أضحْى صوابًا … والصوابُ التَّمَامُ شرُّ الشرورِ

وأُنادي بَلابِلَ الدَّوحِ عَلِّي … أتعزَّى بشَدْوها المسحورِ

فلتُجيَبي بلابلَ الدوحِ صبًّا (٢) … ظامئَ القلبِ والهوى والشعورِ

لا أرى بُلبلاً على الدَّوحْ يشدُو … بلْ خفافيشَ في رِياشِ الصقورِ

باغِياتٍ تَعيثُ دوْمًا فسادًا … بمغانِيهِ في غِيابِ النسورِ

ونَعيقُ الغِربانِ يَسْري لحونًا … في جِنازاتِ فكرِنا المنحورِ

والسُّكارى تُميلُهم نشوةٌ حرَّ … ىَ للحنٍ ممزَّقٍ مخْمورِ

وارتدتْ لِبْدةَ الأسودِ كلابٌ … وقَطيعُ الحميرِ جلدَ النمورِ

وذُرا الراسياتِ أمستْ مطايا (٣) … لِحَصَى الأرضِ والبُغاثِ (٤) الحقيرِ

والفقاقيعُ قد عَلَتْ قمةَ السَّيْـ … لِ وصارتْ أميرةً للبحورِ

والخريرُ المصدورُ في الجدول الذَّا … بل يَطغَى على هَزيمِ (٥) الهَديرِ (٦)


(١) المُعَنَّى: المجهَد المتعَب.
(٢) صبًّا: محبًّا عاشقًا.
(٣) الذرا: القمم.
(٤) البغاث: ضعيف الطير.
(٥) الهزيم: الصوت القويّ.
(٦) الهدير: صوت البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>