للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنقيُّ الشريفُ في السِّجنِ يُلقَى … بينما اللِّصُّ في النعيمِ النضيرِ

والخَؤونُ اللئيمُ يُدْعَى أمينًا … والأمينُ النبيلُ جِدُّ خطيرِ

غيرُ مستغْربٍ فهذي أمورٌ … عَكسُها فتنةٌ وضدُّ المَسيرِ

فزمامُ الأمُورِ في كفٍّ أعمى … أسودِ القلبِ مستباحِ الضميرِ

والعَمَى ليس في العُيون ولكنْ … في قلوبٍ مطموسةٍ في الصدور

* * *

وأمير العُميان يُدلِي … ببيانٍ من قَصرِه المسعورِ

ابتداءً من نشرة اليوم حتى … تُبعثَ الأرضُ أرضُنا للنشورِ

ليس "سَحْبانُ" (١) للبيانِ أمير … فأنا للبيان خيرُ أميرِ

لا ولا "خالد" بسيفٍ عُضاب (٢) … سلَّه اللهُ عاتيًا كالسعيرِ

لا ولا "طارق" به قد تَجلَّتْ … نُصرةُ الحقِّ والهدى والنورِ

وصلاحُ الدين الذي قِيل عنه: … فاتحُ القدسِ بالسلام الجَسورِ

كلُّ هذا رجعيَّةٌ وادعاءٌ … وانسحابٌ إلى ظلامِ العصورِ

فاستنيروا بحِكمتي ومَسَاري … ما هدى الشعبَ مثلُ عقلٍ خبيرِ

وأنا الفذُّ قد رصدتُ حياتي … وجهادي للنورِ والتنويرِ

* * *

يا أميرَ العُميان حَسبَك زورًا … قد تماديْتَ في هَوى التزويرِ

فلتَقُل ما تشاءُ فالحقُّ أبْقى … لستَ في العِيرِ أنت أو في النَّفْيرِ


(١) سحبان: أفصح أهل عصره، ويضرب به المثل في الفصاحة.
(٢) العُضاب: القويُّ القاطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>