لقد أراد الزياتُ أن يحظَى بالمالِ الوفير، والمرتَّبِ الكبير، فكتَبَ يُعلِنُ عن نِفاقِهِ مُبديًا سَوْأَتَه، كاشِفًا عورته .. وأقامَ البرهانَ -بتجاهُلِه لِنُصحِ الناصحين- على أنه ليس في قَلبه لله خَشية، ولا في نفسِه لرسولِه هَيبة، وأنه -على شَيخوخته- لا يزالُ تائهًا في ضلالاته، حائرًا في ظُلماته، لا يُحرِّكُ قلمَه إلاَّ رنينُ الدينارِ والدرهم، ولا يُغذِّي خيالَه إلاَّ بريقُ المرتَّبِ والمَغنَم!!.
نَشَر الزياتُ ثيابَه القذِرةَ على مرأًى من الناس، وفَوق مِئذنةِ الأزهر، فثار الأزهريُّون، وهاجت الأمة، وارتَفعت أصوات الشعبِ تُطالِبُ بتنحيته، وأصدرت جبهة العلماء بيانًا حَكَمت فيه بإلحادِه ورِدَّته، وشَنَّتِ المجلاَّتُ الدينيةُ الحرَّةُ -أمثالُ "الاعتصام" و"لواء الإِسلام" و"العشيرة المحمدية"- حَمْلَتَها عليه، ووَجَّهت سِهامَ نَقْدِها إليه، وخَشِيَ الزياتُ أن يَستجيبَ الحُكَّامُ لرغبة الأمة فحَنَى قامَتَه، وطأطأ هامَتَه، وطَلَع على الناسِ