بإيضاحٍ وبيانٍ عسى أن تهدأَ النفوسُ الهائجة .. ولكنَّ البيانَ الذي أصدره -على الرغمِ من أنه أُشير عليه بتعديلِه ثلاثَ مراتٍ- كان بيانًا متهافتًا يَفضحُ صاحبَه، ويُخزِي كاتبَه، ولْننظُرْ في بيانه، ولْنقرأْ مقالَه من عنوانه:"وحدة .. لا وحدتان".
° يا زيات، لقد ذَكَرْتَ في مقالِك المسمومِ المشؤومِ ثلاثَ وِحدات، وجَعَلْتَ لكلِّ وِحدةٍ خصائصَ ومميزات، وحَكَمتَ عليها بأحكامٍ متغايرةٍ متباعدةٍ .. فكيف يُمكنُ أن تكونَ الثلاثُ أو الاثنتانِ واحدة؟! ..
جعلوا الثلاثةَ واحدًا لو أنصَفوا … لم يَجعلوا العددَ الكثيرَ قليلَا
لقد قلتَ في مقالِك:"إنَّ وِحدةَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - قامت على العقيدة .. والعقيدةُ قد يَطرأُ عليها الضَّعفُ والفناء" .. أما الوِحدةُ الناصريةُ، فقد حَكَمْت عليها -أيها الأديبُ المُلهَمُ- بالبقاء والنَّماء .. أيمكنُ بعدَ هذا أن تكونَ الوِحدتانِ وحدةً؟ ..
إنْ قلتَ:"إن الوحدةَ الناصريةَ ترجعُ إلى وحدةِ النبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -" .. فالوحدةُ الناصريةُ إذن -بحُكمِ مَنطِقِكَ- مهما تَدُمْ قد تَضُعفُ أو تُحوَّل.
وإن قلت:"إن وحدةَ النبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - تَرجعُ إلى الوحدة الناصرية" .. فقد جَعَلتَ التابعَ متبوعًا، والمتبوعَ تابعًا، وذلك -لَعَمْرُ الحقِّ- غايةُ الضلال .. بل غايةُ الخبال.
لقد كان مقالُك شؤمًا على الوحدة .. فلم تَكَدْ تَفرُغُ من كتابتِه حتى تَعثَّرْتَ وتعسَّرت، ووجدتَ نفسَك في حَرَجٍ وأنت تعالجُ خَطَأَك، فقلتَ -لِتستُرَ موقفَك-: "الوحدةُ الناصريةُ المقترَحة"، خَشيةَ أن يبدوَ تهافتُك في دَعوى بقائِها ونمائِها أنَّ الوحدةَ -وهي مَطمعُ الأنظار، ومُلتقى الأفكار،