° يا زيات .. لقد حَكم اللهُ على أمثالِك بالخِزيِ العظيم، والعذابِ الأليم .. فلْتَهْنَأْ إلى حينٍ في مجلة "الأزهر" بمئةِ جنيه تَقبِضُها من خِزانته -على الرغم من أنوفِ الأزهريين- .. ولْتَهْنأ إلى حينٍ في مجلة "الرسالة" بمئات الجنيهات تَقبضُها من خِزانةِ الدولة -على الرغم من أنُوفِ أبناءِ الدولة المؤمنين- .. ولْتَهْنأ إلى حينٍ بحُرِّيَّةِ الرأيِ قَدْحًا في وِحدةِ خَيرِ الأنام .. على الرغم من أن دِينَ الدولة هو الإِسلام .. ولْتَهْنأ إلى حينٍ بالاشتراكية في الرزق تَسوقُ إليك من عَمَلِك الجديد مِئاتَ الجنيهات بعد مقالِك المشؤوم بأسبوعين -على الرغمِ من أنوفِ العامِلين المخلِصين الذي يَظفَرون بجنيهَينِ علاوةً كلَّ سنتين-.
ليَسْمَحْ ليَ الزياتُ أن أستعيرَ منه وإليه .. فأقول:"إنه اندَسَّ -في مجلة الأزهر- اندساسَ الإِثم في الضمير، والداءِ في البدن .. فكان في الوِحدةِ مَظهَرَ تفريق، وفي النهضةِ مَصْدَرَ تَعويق، وفي العقيدةِ مَثَارَ شُبهةٍ .. وحَسبُه أن مجلة "الأزهر" صارت في عهده (مَذَلَّة) بعد أن كانت (مجلة) "(١).
° ثم خَتم مقالَه بالردِّ على ما قاله الزياتُ من إطراءِ العهدِ الناصري فقال:"لقد غالَى في إطراءِ هذا العهدِ حتى انتَقَصَ الوِحدةَ المحمدية، وأقحَمَ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - في المقارَنةِ دون أدبٍ ولا رَوِيَّةٍ .. وما فَعَل ذلك عن إخلاصٍ وإيمان .. بل جَرْيًا وراءَ الذهبِ الرَّنَّان .. تمامًا كما صَنَع أيامَ "فاروق" قبلَ طرده .. وإلى أواخِرِ عهدِه .. وهكذا الزياتُ طُولَ حياته