° يقول الدكتور فهدُ بن عبد الرحمن الرومي:"في عام ١٣٧٧ هـ الموافق ١٩٥٧ م ظَهَر كتابٌ جديد، وأعني بالجديد فيه ذلكم الأسلوبَ الذي نَهَجه صاحبُه -وما رأيتُ مِثلَه-، رجلٌ يَحمِلُ مِعْوَلَ هَدمِ السُّنةِ، يُنكِرُ أحاديثَها، ويُلقي أفظعَ السِّبابِ والشتائمِ على ناقِلِها الأول أبي هريرة - رضي الله عنه -، ثم يَزعُمْ بعد هذا أنه يُدافعُ عن الحديث!!!.
أما المؤلِّف، فمحمود أبو رِيَّة، وأما الكتاب، فـ "أضواء على السُّنة المحمدية"، أو"دفاع عن الحديث"؟!!!.
ومِنَ التوافُقِ العجيبِ أن الذي قَدَّم لهذا الكتاب الذي أَنكَرَ حُجِّيَّةَ السُّنةِ هو الذي أنكَرَ صِدقَ قَصَصِ القرآن، وأنكَرَ حُجِّيَّتَه فيما يُخبِرُ به -كما مرَّ بنا-، وأعني به "طه حسين" .. ".
° أنكر محمود أبو رية حُجيَّةَ السُّنة، وإذا ما قال له قائلٌ:"كيف تُنكِرُ حُجِّيَّةَ السُّنةِ وأنت تَستدِلُّ على ما ذَهَبْتَ إليه بأحاديثَ منها؟ أجاب: "إن الأحاديثَ التي أُورِدُها في سياق كلامي للاستدلال بها على ما أُريدُ في كتابي، إنما أَسُوقُها لكي نُقنعَ مَن لا يَقنَعُ إلَّا بها على اعتبارِ أنها عندَه من المسلَّمات التي يُصدِّقُها ولا يُماري فيها، "ويُشبَّهُ أسلوبُه هذا باحتجاج" المسلم على النصرانيِّ بما في الإِنجيل، وهو في نفسِه غيرُ مؤمنٍ بما يَحتجُّ به أو عكسُ ذلك" (١)؟!!.
° ويَتَّهمُ هذا الأفَّاكُ الأثيمُ جُهودَ العلماءِ في فحصِ السُّنَّةِ لتمييزِ صحيحِ السُّنَّةِ من سقيمِها بأنها غيرُ مُجدية؛ لأنَّ الاطلاعَ على خَبايا النفوسِ
(١) "أضواء على السُّنَّة المحمدية" لأبي ريَّة (ص ٣٣).