صنَيعةَ أيدٍ بشريةٍ نصرانية، وأنه لم يأتِ بأيِّ شيءٍ جديد، ولا علاقةَ له بالسماءِ ولا بالوحي الإلهي.
° وممَّا يَجعلُ المؤلِّفَ يستبعدُ تأليفَ "خليل عبد الكريم" للكتاب: "ما فيه من مصطلحاتٍ غريبةٍ لا تعرفُها العقليةُ التي تربَّت في جوٍّ إسلاميٍّ مثل: تسمية أنبياء بني إسرائيل بالبطاركة أو بمرادفها العِبري "الآباء الأولين" وتسميتِه إبراهيمَ ويحيى -عليهما السلام - بـ "إبراهام ويوحنا"، ومثل ذلك اسم "ملاك الرب" الذي تردَّد كثيرًا في الكتاب، وهو مُصطلحٌ نصرانيٌّ لا يمكن أن تخطئَه العينُ ولا الأُذُن، كما ينحازُ الكتابُ دون أدنى داعٍ إلى "صَفِيَّةَ" ضدَّ "عائشة"، رافعًا الأولى وقومَها اليهود إلى عَنانِ السماء، ولامزًا الثانيةَ لمزًا يظنُّ أنه يسيء إليها، وُيحقِّرُ من شأنِها هي وأبيها.
° ومِن الأدلة التي يَسوقُها أيضًا أن الكتاب يُكرِّرُ الاستشهادَ بالكتاب المُقدَّس في مسائِل الرؤى الدينيةِ والوحي باعتبارِه الفَيصلَ في الموضوع، والقولُ بأنَّ خَلْوةَ محمدٍ في "غارِ حراء" هي تقليدٌ يهوديٌّ نصرانيٌّ أخذَه - عليه السلام - عن خديجةَ عن ورقةَ عن التوراة والإنجيل، وكذلك اختصارُ اسم "سفر إشعياء" مثلاً إلى "إش" على عادةِ أهلِ الكتاب، بخلافِ المسلمين الذين يَذكرون الاسمَ في هذه الحالةِ كاملاً، كذلك تَحسَّر الكتابُ على دخولِ الإِسلام مصرَ وتسميته فتحَ عمرو بن العاص لمصر "استعمارًا عربيًّا استيطانيًّا أتت في ركابه قبائلُ كثيرةٌ دَهَسَت صعيدَ مصر المحروسة".
° ومن أوجُهِ المشابَهاتِ بين الكتابَينِ تفسيرُهما الخاطئُ للآياتِ القرآنية، فنَرى المسمَّى "بأبي موسى الحريري" يُفسِّرُ قوله تعالى في سورة "الأحزاب": {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ