وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: ٢٢] بالقول: "إن المراد بـ "الأحزاب"، فِرَقُ النصارى التي تتصارع فيما بينها حولَ طبيعةِ المسيح وصَلْبِه"، وما إلى ذلك .. مع أن الآيةَ الكريمةَ إنما تتحدَّثُ عن أحزابِ المشرِكين الذين تجمَّعوا من كلِّ صوبٍ لمحاربةِ النبيِّ والمسلمين في غزوة "الخندق".
° وبالمِثلِ يَشرحُ قولَه تعالى في سورة "المائدة": {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}[المائدة: ٦٨] بأن الخِطابَ فيه موجَّهٌ إلى المسلمين، وأن القرآنَ يُطالبُهم بالعملِ بالتوراةِ والإِنجيلِ والقرآنِ جميعًا، لا بالقرآنِ وحده، وقام باقتطاع عبارة {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}، التي تدلُّ دِلالةً قاطعةً على أنَّ الحديثَ موجَّهٌ لليهود والنصارى لا للمسلمين.
وعلى نفسِ النهج يتناولُ قولَه تعالى في الآيات التالية:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ}[التوبة: ١١٢]، {يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة: ٥٥]، و {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح: ٢٩]، قائلاً:"إنها تتحدَّثُ عن رُهبانِ النصارى وقِسِّيسيهِم"، مع أنه لا صِلةَ بينها وبين الرهبان والقِسِّيسين على أيِّ نحوٍ من الأنحاء؛ إذ إنها تتحدَّثُ عن اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ثم إن كتاب خليل عبد الكريم يَستعملُ أسماءً غريبةً بدلاً من لَقَب "النبوة" أو "الرسالة" بطريقةٍ تَنُمُّ عن استهزاءٍ مثل: "الخاشع، والخاضع، والمسعود، وآكل الشعير، والمعطى الوسيلة، وسعد الخلائق، والبهيِّ، والخالص، وراكب الأتان، وصاحب النعلين … " إلخ.