لدى خديجة، أشارت عليها بأنَّ هذا الفتى هو المأمول، وأنه حَتمٌ لازمٌ أن تُباعِلَه لكي تبدأَ معه تَجربةَ التأهيلِ والإعدادِ والتصنيعِ والتحضيرِ والصَّقْلِ والتهيئةِ الضرورية، كيما يَنتقلُ مِن فتًى قُرشيٍّ هاشميٍّ إلى القادم المنتظر" (ص ٣٨).
° "كان الأسى المريرُ على فَقدِ خديجةَ أمرٌ بديهي؛ لأنها الأمُّ الرؤومُ، والوالدةُ الحنون، والزوجةُ الحبيبة التي آزَرَتْه، والتي لولاها لَمَا أكمَلَ التجربةَ حتى نهايتها، وهي التي فَتحت له خزائنَها يَغرِفُ منها كيفما يشاء، وهي التي أتاحت له التماسَّ بالقَسِّ "ورقة" وغيره، مثل:"عداس وبحيرا"، وقضاءِ الليالي الطِّوال مع ابنِ نَوفل في المُدارسةِ والمذاكرة والمحاورة" (ص ٩٥).
° "ولم يَقتصر اعتناقُ بَني أسدٍ للنصرانيةِ على الرجال فقط، بل تعدَّاهم إلى النِّسون، فهناك ثالثٌ أو ثالثةٌ أبناءُ عمِّ الطاهرة الذين يَتنصَّرون وهي قُتيلة أو أُمُّ قتال، وقيل: فاطمة بنت نوفل، أي: أخت ورقة، وهي واحدةٌ من المرأتين اللتين تعرَّضتا لأبي محمدٍ عبدِ الله بنِ عبد المطلب، وهو في طريقه مع أبيه كيما ينكحُ آمنةَ، بعد أن رأتا بين عينيه نورَ النبوة، وله مئةٌ من الإبل" (ص ١١٧).
° "والخلاصة أن الحَلْقةَ الكتابيةَ الخارجيةَ التي رَبطت خديجةُ حَبْلَها بها، وتَشكَّلت من القَسِّ "ورقة" والراهب "عدَّاس" والراهب "سرجيوس"، ومُقدَّمُها الراهب "بحيرا"، قد وَصَلت إلى درجةٍ رفيعةٍ من العِلم بالكتاب، وهذا أمرٌ له دلالة، وهو أن الطاهرةَ شدَّتها صِلةٌ وثيقةٌ، وعلاقةٌ حميمةٌ، وأصِرةٌ متينةٌ برؤوسِ أهلِ الكتاب في مكة والحجاز، وإلَّا لَمَا نَجحت في