° "ابنةُ أبي بكر تلميذةٌ وتابعةٌ ومتلقِّيةٌ، أمَّا سيدةُ نساءِ الدنيا فهي الأمُّ الرؤوم، وهندوز التجربة التي خرج منها "صاحبُ المَغنم" من الفتَى الهاشميِّ الذي طال التشوُّقُ إليه، والذي رَدَّ الاعتبارَ إلى العرب، وصار لهم حاملَ كتابٍ مثل "موسى" بالنسبة لليهود، و"عيسى" عند النصارى، ابنةُ أبي بكر طَفِقَتْ تُناديه بصفةٍ مستمرة:"يا رسول الله"، أما سيِّدةُ نِسوانِ قريش، فلمَّا توجِّهُ إليه خِطابًا تقول:"يا أبا القاسم"، أو "يا محمد"، هي التي تُوجِّهُ وتَطلُبُ إليه، وتُشيرُ عليه، بينما ابنةُ أبي بكر، فعلى العكسِ، هي التي تُلبِّي وتُطيع وتأتمرُ بأمرِه، وتُنفِّذُ وتَسمعُ … إلخ، وهو الفَرقُ الواضحُ الذي لا يَحتاجُ إلى زكانةٍ لمعرفته أو حتى إلى لَمسِه باليدِ بين خطابِ الهندوز واستجابةِ التلميذة" (ص ١٥٤).
° "ووَلَجْنا بوابة التصديق (للمعجزات) لا من بوابةِ المعقولية ومَدخلِ المنطقيَّة، ولكن من طريقِ اتفاقِ المعجزات مع المستوى الحضاريِّ والثقافيِّ والمعرفيِّ والعِلميِّ والإدراكيِّ، ومطابقتِها لخصائصِ مجتمعِهم وبيئتِهم ووسطِهم وتفكيرِهم، مِن هذه المناظيرِ تصبِحُ صحيحةً، بل ونُصدِّقُهم، ونَفهمُ عِلَّةَ تصديقِهم إيَّاها أو قبولِها ممَّن يتفوَّهُ بها، لماذا؟ لأننا قِسناها بمقاييسهم، ووَزَنَّاها بموازينِهم، وكِلناها بمكاييلهم، ونَظَرنا إليها بعيونهم، وعايرْناها بمعاييرهم" (ص ٢٦٠).
° "مِن الأسباب القويَّةِ التي حالت دُون زواجِ محمدٍ بزوجةٍ أخرى على الطاهرة، هو أنَّ "الثقافةَ الدينيةَ" التي هَيمنت على بَنِي أسدٍ رَهطِ أمِّ هندٍ تُحرِّمُ الجَمْعَ يين بَعْلَتَينِ، كما أنها تُحرِّمُ الطلاق؛ لأن ما رَبَطه الربُّ لا