وقد عَلَّق وزيرُ خارجية أسبانيا على هذا الموقف الجماعي الأوربي، بقوله:"إنها أولُ مرة -في حدودِ علمي-، التي تُعرِبُ فيها المجموعةُ الأوربيةُ عن غَضَبها على هذا النحو"!.
° وفي "أوتاوا" رَفَض سفراءُ ٢٥ دولةً إسلاميةً طَلَبًا من "كندا" بإدانة إيران، كما رَفَضت الحكومةُ الكندية -في نفسِ الوقت- طلبًا من السفراءِ المسلمين بمَنْعِ تداوُلِ الكتاب أو ادخالِه إلى كندا.
° وفي "واشنطن"، تعهَّد المدَّعي العامُّ الأمريكي، أمامَ عددٍ من ناشري الكتب، باستخدامِ كلِّ الوسائلِ الممكنةِ لوقفِ الجهودِ الرامية إلى مَنعِ نشرِ الكتاب في أمريكا.
° وأصدر البرلمان الألماني بيانًا جاء فيه:"إن إعلانَ الإمام الخُميني عن قتلِ سلمان رشدي هو بمثابةِ إعلانِ الحرب على القِيَم الغربية".
° وفي لندن -مسرح المؤامرة-، وقَّع ٣٤ عضوًا من مجلسِ العموم على مشروعِ قرارٍ يَحُثُّ الحكومةَ على ضمانِ سلامةِ رشدي.
° ووصفت السيدة "مارجريت تاتشر" -رئيسة الوزراء- فتوى إيران بأنها تهجُمُ على حريةِ الكلمة التي هي من الحريَّات الأساسيةِ للإِنسان.
لقد اختلطت الأوراقُ تمامًا، وهذا ما يريدُه المتآمرون.
° ولقد حَوَّل الغربُ صِدامَه السياسيَّ مع إيران إلى صدامٍ مع الإِسلام والمسلمين، وأستهانَ بمشاعر ١٠٠٠ مليون مسلم، بينهم ٥٠ مليونًا في إيران، ولا أدلَّ عن مدى التخبُّطِ السياسيِّ الذي وقعت فيه دُول الجماعة الأوربية من أنها بدأت تُعيدُ سفراءَها إلى إيران بعد أسابيعَ من سَحبِهم،