° ويبدأُ التعليقُ من أصحابه، فيقول له سلمانُ الفارسي: "إنها مَصيدة! طِيلةَ كم من الزمنِ ونحن نتلو شهادةَ الإيمان الذي جِئتَنا به وهو: لا إله إلا الله؟! كيف يكونُ حالُنا عندما تتخلَّى عن ذلك الآن؟! ".
° ويقول "حمزة" في قلق: "إنك لم تهتمَّ بآرائهم مِن قبلُ، فلماذا تهتمُّ بها الآن؟! ولماذا تهتمُّ بها بعد الحديث مع "أبي سمبل"؟! ".
° فيجيب "ماهوند": "إنكم تعلمون واقعَ الأمر: لقد فَشِلنا في اكتسابِ مؤمنين، إن الناسَ لن يتخلَّوا عن آلهتهم".
ثم ينهضُ مبتعِدًا عنهم، يغتسل في زمزم للصلاة.
° ويستأنفُ المناقشةَ بعد الصلاة قائلاً: "ليس المُقتَرَحُ أن يَقْبَلَ اللهُ المعبوداتِ الثلاثَ كُفُوًا له .. أن يُعطَوا فقط نوعًا من الواسطة .. وضعًا أقلَّ".
° وهنا يقول له "حمزة": "يا ابنَ أخي، اصعَدِ الجَبَل، واسأل جبريل" .. ويصعد "ماهوند" الجبل ويسأل جبريل: "هل يُمكنُ أن نُسمِّي "أللات ومَناةَ والعُزَّى" ملائكةً؟ هل لك أخواتٌ يا جبريل؟ هل هُنَّ بناتُ الله"؟ (ص ١٠٤ - ١١١).
لقد عاد الرسول، لم يذهب هذه المرة إلى زمزم، إنه يَدخلُ خَيمةَ الشِّعر "التي يتبارَى فيها شعراءُ الجاهلية"، حيث يَجلسُ "أبو سمبل" سيِّدُ قومِه أعلى المِنَصَّة، وما إن يرى "ماهوند" حتى ينهضَ قائلاً له: "مرحبًا! مرحبًا ماهوند العرَّافُ والكاهن! ".