° ثم يبدأ "ماهوند" حديثَه قائلاً: "هذا تَجَمُّعٌ لشعراءَ كثيرين، ولستُ أزعمُ أني واحدٌ منهم، لكني رسولٌ آتي بآياتٍ من الواحد الأعظم. فيقول له أبو سمبل: إذا كان إلهك قد كَلَّمك حقًّا، فيجبُ أن يَستمعَ إليه كلُّ الناس .. ثم يَسُودُ صمتٌ يقطعُه ماهوند قائلاً:
بسم الله الرحمن الرحيم، والثريَّا إذا هَوَت، ما ضَلَّ صاحبكم وما غوى، وما يَنطِقُ عن الهوى، إنْ هو إلَّا وحيٌ يوحى، عَلَّمه شديدُ القوى، ذو مِرَّةٍ فاستوى، وهو بالأُفق الأعلى، ثم دنا فتدلَّى، فكان قاب قوسَين أو أدنى، فأوحى إلى عَبدِه ما أوحى، ما كَذَب الفؤادُ ما رأى، أفتُمارُونه على ما يرى، ولقد رأيتُه مرةً أخرى، عند سِدرةِ المنتهى، عندها جنَّةُ المأوى، إذ يغَشَى السِّدرةَ ما يَغشى، ما زاغ بَصَرِي وما طَغى، لقد رأيتُ من آياتِ الربِّ الكبرى".
° وعند هذا الحدِّ، وبلا أدنى تردُّدٍ أو ارتياب، يتلو "ماهوند" مقطَعَينِ آخَرَين: "أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى. ومَناةَ الثالثةَ الأخرى. هُنَّ الطيورُ العُلا. وإن شفاعَتَهُنَّ تُرتَجَى"(١).
° وعندئذٍ تُسمَعُ صيحاتٌ وهُتافٌ وصلواتٌ للمعبودة:"أللات" .. ويهتف "أبو سمبل": "الله أكبر"! ثم يسجد بعدها، وتتبعُه زوجُه "هند" .. ويسجدُ الحاضرون جميعًا بين يَدَيِ النبيِّ الذي اعترف بالآلهة التي تَحمِي مدينة الجاهلية"! (ص ١١٣ - ١١٥).
° وهكذا، يَعبثُ الدجَّالُ الهنديُّ بواحدةٍ من أكبرِ دِياناتِ العالَم، ديانةِ التوحيد النَّقِيِّ الذي هو سَمتُها المميَّز .. يأتي هذا المَسْخُ محاولاً أن
(١) (They are the exalted birds، and their intercession is desired indeed)