للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطيئة؛ بعد أن استحوَذَ عليه الشيطان، وأخضَعَه لسلطانه!.

وبعد ٣٣ عامًا، صَدَرت روايةُ الدجَّال الهندي "سلمان رشدي" -عام ١٩٨٨ - تحت اسم "مقاطع شيطانية"، وهي تزعمُ أن للمَقْطَعَينِ -على شاكلةِ سَجْعِ الكُهَّانِ وسَدَنَةِ الأصنام- قد نَفَثَهما الشيطانُ أثناءَ قراءةِ النبيِّ محمدٍ لإحدى سُور القرآن -سورة "النجم"-، وكصَفقةٍ شيطانيةٍ بين النبيِّ وأبي سفيان، تُمجِّدُ ثلاثَ معبوداتٍ وثنيةً هي: "أللات، وألعزى، ومناة"، وهذا يعني -حَسْبَ زَعْمه- أن النبيَّ محمدًا استحوذ عليه الشيطانُ يومًا ما، وأخضعه لسلطانه!.

ذلك هو الفِكرُ العامُّ الذي تتضمَّنُه كلٌّ من الروايتين، ولَمَّا كانت الأولى قد سَبَقتِ الثانيةَ بمدَّةِ ثُلُثِ قَرْنٍ، كان الانطباعُ العامُّ هو أن الثانيةَ قد جاءت كسَرِقةٍ أدبيةٍ من الأولى.

وإذا تعمَّقْنا قليلاً في دراسةِ البِنيةِ الأساسيةِ لكِلا الروايتين، تَبَيَّنَ لنا صِدقُ القول بأن الهنديَّ سَرَق من اليوناني.

° لقد لَخَّص الناقد "جان لوقا سابلون" حقيقةَ التجربةِ الأخيرةِ للمسيح، بقوله: "هل هي حُلم؟ أم تقلُّص الزمن؟ أم خيال؟ .. الله والشيطان شيء واحد"! (١).

وتلك هي حقيقةُ رواية "مقاطع شيطانية"، فلقد هَرَب الدجَّالُ الهندي من الجِدِّ إلى اللهو والعبث، وذلك باللجوء إلى الأحلام والتخيُّلاتِ التي ازدَحَمت بها روايته، وهو قد اعتَرف بذلك صراحةً في مِثل قوله: "لقد


(١) (Reve? Contraction du temps? Fantasme? Dieu et le diable sont un)

<<  <  ج: ص:  >  >>