° ولقد استخدم اليونانيُّ فِقراتٍ من الأناجيل، استنبط منها حينًا، ما استهواه خيالُه، واستَخدَمَ لفهمها -أحيانًا- تفاسيرَ منحرفةً ورواياتٍ منحولة، أوقعَتْه في هذه الضلالات.
فمثلاً: تذكرُ الأناجيل المتشابهة "متَى ومُرقس ولُوقا" أنَّ الروحَ أخرج المسيحَ إلى البرِّيَّة، وهناك جَرَّبه الشيطان، وبعد أنِ اجتازَ التجارب بسلام، "تركه أبليسُ، وإذا ملائكةٌ قد جاءت فصارت تخدُمه - متى ٤: ١١".
° إلا أن "لوقا" خَتَم حديثَه عن تجربةِ الشيطان للمسيح بقوله: "ولَمَّا أكملَ إبليسُ كلَّ تجربةٍ، فارَقَه إلى حين - ٤: ١٣".
إن هذا يعني بداهةً أنَّ للشيطان عودةً أخرى لتجربةِ المسيح، وكان هذا هو ما استثمره اليونانيُّ في روايتِه "التجربة الأخيرة للمسيح"، إلَّا أنه ضَلَّ في روايتهِ لتلك التجربة التي اعتَمَد فيها على تفسيراتٍ خاطئةٍ ورواياتٍ متهرِّئة.
كذلك يُقرِّرُ إنجيل "يوحنَّا" أن "يهوذا" كان أمينًا للصندوق (١٣: ٢٩)، ولهذا وصفه اليونانيُّ بأنه "أفضلُ أصحاب المسيح"، وصَوَّرَه في صورةِ يهوديٍّ حريصٍ على الإِسرائيليين أكثرَ من حرصِ المسيحِ نفسِه.
° وكذلك يَذكرُ إنجيل "يوحنَّا" أنه في العَشَاء الأخير، قال المسيح ليهوذا:"ما أنت تعملُه، فاعْمَلْه بأكثرَ سرعة، وأمَّا هذا فلم يَفهَمْ أحدٌ من المتَّكِئين لماذا كلَّمه به - ١٣: ٢٧ - ٢٨".
° مِن هنا قال اليونانيُّ -وغيرُه من المدافِعين عن يهوذا-: "إن المسيحَ كان يرجوه أن يَخونَه لكي يقبِضوا عليه ويقتلوه صَلْبًا، بزَعمِ أن تلك كانت