للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَوْمٌ يَتيهُ عَلى الزَّمانِ صَبَاحُهُ … وَمَساؤُهُ "بِمُحمَّدٍ" وَضَّاءُ

الحقُّ عالِي الرُّكنِ فيهِ، مُظَفَّرٌ … فِي الملكِ، لا يَعلُو عَليْهِ لِواءُ

ذُعِرَتْ عُروشُ الظَّالِمينَ، فَزُلزِلَتْ … وَعَلَتْ عَلى تيجانِهِمْ أصْداءُ (١)

وَالنَّارُ خاوِيَةُ الجَوانبِ حَوْلَهُمْ … خَمَدَت ذَوائِبُها، وَغَاضَ الماءُ (٢)

والآي تَتْرَى، وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ … "جبريلُ" رَوَّاحٌ بِهَا غَدَّاءُ (٣)

نِعْمَ اليَتيمُ، بَدَتْ مخايلُ فَضلِهِ … وَاليتمُ رِزْقٌ بَعْضُهُ وَذَكاءُ (٤)

في المهْدِ يُسْتَسْقَى الحيا بِرَجائِهِ … وَبِقَصْدِهِ تُسْتَدفَعُ البَأساءُ (٥)

بِسِوى الأمانَةِ في الصِّبا وَالصِّدْقِ لَمْ … يَعْرِفْهُ أهْلُ الصِّدْقِ وَالأمَناءُ

يا مَنْ لَهُ الأخلاقُ ما تَهْوَى العُلا … مِنْها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَو لمْ تُقِم دِينًا، لَقامَتْ وَحْدَها … دِينًا تُضِيءُ بِنورِهِ الآناءُ (٦)

زانَتْكَ في الخُلُقِ العَظيم شَمائِلٌ … يُغرَى بِهِنَّ ويُولَعُ الكُرَماءُ (٧)


(١) يقصد إيوان كسرى ملك الفرس، الذي سقطت منه أربع عشرة شرفة يوم مولده - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) خمدت النار: سكن لهيبها. والذوائب: جمع ذؤابة، وهي أعلى كل شيء، والمراد بالذوائب هنا ألسنة اللهب. والمراد النار التي كان الفرس يعبدونها، ولم تخمد قبل ذلك. وغاض الماء: نضب وذهب في الأرض، والمراد ماء بحيرة ساوة.
(٣) تترى: تتوالى. ورواح غداء، أي: يروح ويغدو.
(٤) المخيلة: المظنة.
(٥) استسقى الرجل: طلب السقي. والحيا: المطر.
(٦) الآناء: جمع أنْي، ساعات الليل.
(٧) يُغرى بهن: يحبُّهن الكرماء بدافع ذاتي. والولع: شدة الحب والتعلّق.

<<  <  ج: ص:  >  >>