أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} (١) إلى قوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}[الإسراء: ٧٣ - ٧٥]، فما زال مغمومًا مهمومًا حتى نزلت عليه:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى .. }[الحج: ٥٢]، قال: فسمع مَن كان مِن المهاجرين بأرضِ الحبشةِ أنَّ أهلَ مكةَ قد أسلَموا كلُّهم، فرَجعوا إلى عشائرهم وقالوا: هو أحبُّ إلينا، فوَجَدوا القومَ قد ارتَكَسوا حين نَسَخ اللهُ ما ألقَى الشيطانُ".
أخرجه ابنُ جرير (١٧/ ١١٩) من طريق أبي مِعْشَرٍ عنهما، و"أبو مِعشَر" ضعيف، كما قال الحافظُ في "التقريب"، واسمُه "نُجَيحُ بنُ عبدِ الرحمن السِّندي".
ثم أخرجه ابن جرير من طريقِ ابنِ إسحاق، عن يَزيدَ بنِ زيادٍ المَدَني، عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ وحدَه به -أتمَّ منه-، وفيه: "فلما سَمِعَتْ قريشٌ ذلك فَرِحوا، وسَرَّهم وأعجَبَهم ما ذَكر به آلهتهم، فأصاخوا له، والمؤمنون مُصدِّقون نبيَّهم فيما جاء به عن ربِّهم، ولا يتَّهمونه على خطأٍ لا وهمٍ ولا زَللٍ .. "، الحديث، و"يَزيدُ" هذا ثِقةٌ، لكنَّ الراويَ عنه "ابنَ إسحاق" مدلِّس، وقد عنعنه.
٥ - عن قتادةَ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يتمنَّى أنْ لا يَعيبَ الله آلهةَ المشركين، فألقى الشيطانُ في أُمنيته، فقال: "إنَّ الآلهةَ التي تُدعَى، إن شفاعَتهُنَّ لتُرتَجى، وإنها لَلْغرانيق العلى"، فَنَسخ اللهُ ذلك، وأحكَمَ الله آياته: