لسانه:"تلك الغرانيقُ العُلى، وشفاعتهُن تُرتَجى، مِثْلُهن لا يُنسَى"، قال: فسَجَد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حين قرأها، وسَجَد معه المسلمون والمشركون، فلمَّا عَلِم الذي أُجرِيَ على لسانه، كَبُرَ ذلك عليه، فأنزل الله:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[الحج: ٥٢]".
أخرجه الطبري (١٧/ ١٢٠) من طريقين عن داودَ بنِ أبي هِندٍ عنه، وإسنادُه صحيحٌ إلى أبي العالية، لكنْ عِلَّتُه الإرسال، وكذلك رواه ابنُ المنذر، وابنُ أبي حاتم.
٤ - عن محمدِ بنِ كَعبٍ القُرَظِيِّ، ومحمدِ بنِ قَيسٍ قالا: "جَلَس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في نادٍ من أنديةِ قريشٍ كثيرٍ أهلُه، فتمنَّى يومئذٍ أنْ لا يأتيَه مِنَ الله شيءٌ فيَنفِروا عنه، فأنزل الله عليه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: ١ - ٢] فقرأها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا بَلَغ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩ - ٢٠]، ألقى عليه الشيطانُ كلمتَينِ:"تلك الغرانيقُ العُلى، وإن شَفَاعَتَهُنَّ لتُرتَجى"، فتكلَّم بها ثم مَضى، فقرأ السورةَ كلَّها، فسَجَد في آخِرِ السورة، وسَجَد القومُ جميعًا معه، ورَفع الوليدُ بنُ المُغيرةِ ترابًا إلى جَبهتِه فسَجَد عليه، وكان شيخًا كبيرًا لا يَقدِرُ على السجود، فرَضُوا بما تكلَّم به، وقالوا: قد عَرَفْنا أن اللهَ يُحيي ويُميت، وهو الذي يَخلقُ وَيرزُق، ولكنْ آلهتُنا هذه تَشفعُ لنا عنده، إذا جَعَلْتَ لها نصيبًا فنحن معك، قالا: فلمَّا أمسى أتاه جبريلُ - عليه السلام -، فعَرَض عليه السورةَ، فلمَّا بَلَغَ الكلمتينِ اللتينِ ألقى الشيطانُ عليه قال: ما جِئتُكَ بهاتَينِ! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "افتريتُ على الله، وقلتُ ما لم يَقُلْ"!! فأوحى الله إليه: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي