قال: وحَدَّثني كَثيرُ بنُ زَيدٍ، عن المُطَّلِبِ بن عبد الله بنِ حَنْطَبٍ قالا .. ".
قلت: وهذا إسنادٌ ضعيف جدًّا؛ لأن محمدَ بنَ عُمرَ، هو الواقِدي، قال الحافظ في "التقريب": "متروك مع سَعَةِ عِلمه" وشيخُه في الإسنادِ الأول يونسُ بنُ محمد، ووالدُه محمدُ بنُ فَضالة، لم أجِدْ لهما ترجمةً، ثم رأيتُ ابنَ أبي حاتم أورَدَهما (٤/ ١/ ٥٥ و ٤/ ٢/ ٢٤٦) ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلاً، وفي إسناده الثاني "كثير بن زيد" وهو الأَسْلَمِيُّ المَدَنِيُّ، مُخْتَلَف فيه، قال الحافظ: "صدوق يخطئ".
ثم هو مرسَل، فإن المطَّلبَ بنَ عبدِ الله بنِ حَنْطَبٍ كثيرُ التدليس والإرسال، كما في "التقريب"، ولذلك قال القرطبيُّ بعد أن ساق الرواية الثانية: "وحُكي عن النحاس تضعيفها كما سبق نقلُه عنه هناك".
° قلت: فذكره مختصرًا ثم قال: "قال النحَّاس: هذا حديثٌ مُنكَر منقطع، ولا سيما من حديث الواقدي".
١٠ - عن ابن عباس أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة "النجم" وهو بمكة، فأتى على هذه الآية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩ - ٢٠]، فألقى الشيطانُ على لسانه "إنهن الغرانيقُ اَلعُلى" فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ .. } الآية [الحج: ٥٢]، وكذا أورده السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٦٧) وقال: "أخرجه ابنُ مَردُويه من طريق الكَلبيِّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عباس، ومن طريقِ أبي بكر الهُذَليِّ وأيوبَ، عن عكرمة، عن ابن عباس، ومن طريقِ سُليمانَ التَّيمِيِّ، عمَّن حدَّثه، عن ابن عباس".