روما، فاستُقبل بكلِّ الإهانات، فيئس وتَخلَّي عن العقيدةِ النصرانية، وذَهَبِ إلى بلادِ ما وراءَ البحر، وكان رجلاً بارعًا وحقودًا، واستطاع أن يَعيشَ بينهم بجدارةٍ عالية، وبالفعل كان رجلاً مثقفًا، فصيحًا، بشوشًا، وذا أخلاقٍ حميدة، وَصَل إلى الفُرس، أخفى قداستَه الكبيرةَ وكلَّ شيءٍ يدلُّ على الزهد والعِفَّة.
في هذه المناطق يُوجد النصارى والوثنيون، والأولون كانوا متخلِّفِين بسبب نقصانِ عددِ المبشرين وظهورِ كثير من الملحدين .. "نيكولا" هذا وجَدَ عَونًا له وصاحبًا الذي هيَّأه له الشيطانُ، وتعرَّف على تاجر وراعي الإبل الذي يُسمَّى "محمدً"، الذي تعامَل مع جميع الناس -نصارى، ويهود، ووثنيِّين-، وعلاوةً على مِهنتِهِ هذه، كان ذا ذكاءٍ حاد، متعلّما قليلاً، عالِمًا بعاداتِ وتقاليدِ هذه المناطق، "نيوكولا" القَسَّ و"محمد" اتَّحدا معًا، وتسمَّيا باسم "سرجيوس" الذي كان قبلَ ذلك راهبًا نصرانيًّا، واتَّفَقَا على تشكيل ديانةٍ جديدةٍ ضدَّ النصرانية، حيث عاشا حياةً مرِحةً، فاستدعيا مَن كانوا من نَسَبِ السيدة "هاجر"، وقالوا لهؤلاء الأجلاف: نحن لا نريدُ أن نسميكم باسم "عَبَدَةِ هاجر" ولكن باسم "السارسيِّين" نسبةً إلى السيدةِ "سارة"، ولأنَّ محمدًا كان يتمتَّعُ بهَيبةٍ كبيرةٍ قال عن نفسِه: إنه "نبيُّ العرب"، وهؤلاءِ الأجلاف اختَبروه، وتفنَّن هو في ترويضِ الحمامة، واقَتبس محمدٌ من شرائع النصارى واليهود، لِيُعجَبوا به، مضيفًا إليها شريعتَه الخاصة.
"جاكوب دا أكي" أنهي قصته حاكيًا أن محمدًا مات مسمومًا، وكان