هذه القصةُ الخياليةُ الأخيرةُ انتَشرت بين الأوربيين حتى القرنِ الثامنَ عَشَرَ، فنجد "بالي" في كتابِه "القاموس التاريخي والنقدي"(مقالة محمد ص ١٨٦١ وكردام ١٧٢٠) قال في موضوعه: "إن لا تناهيَ للناس الذين يقولون ويعتقدون أن نَعْشَ محمدٍ من الحديد وتحتَ القُبَّةِ الزرقاء من الحَجَرِ المُمغنَطِ المُعَلَّق في الهواء، وهذا هو الذي صَنَع معجزةً كبيرةً في رُوح مُعتنِقِي دينِه، هذه أقصوصةٌ باعثةٌ على الضحكِ عندما نعلمُ أن النصارى يحكونها كأنها حَدَثٌ مؤكَد".
بَعدَ هذا العَرضِ التاريخيِّ "دانكونا" يُلخصُ هذا الغُموضَ الذي يَعتقدُ فيه الأوربيُّون خلالَ أكثرَ من أربعةِ قرونٍ، فقال:"بالفعل أستاذُ ومُعلِّمُ محمدٍ أَخَذَ مرةً من "بحيرى"، ومرةً أخرى من "ورقة بن نوفل"، وشَكَّل الأسطورةَ الإسلاميةَ، فمرَّةً كان معتقِدًا أو مدافِعًا عن النصرانية .. ومَرَّةً كان مرتدًّا، أو كان "آريًّا، أو يعقوبيًّا، أو نسطوريًّا".
وطبقًا للترجمة: عَمِل للحصول على شُكرِ إخوانهِ الذين طَرَدوه. وحَسْبَ ترجمةٍ أخرى: عَمِلَ لينتقمَ لنفسه، كان راهبًا، بطريركًا كاردينالاً، اسمه كان "بحيرى، سرجيوس، سوسيو، أو جروسيو، نسطورس، نيوكولا".
محمدٌ نفسُه عُرِض مرَّةً كوثني، ومرة أخرى كنصرانيٍّ ويُسمَّى "أوسان، بيلاجيوس، نيوكولا"، كان مجوسيًّا، أُميًّا، وعالِمًا في "بولوني"، أتى القسطنطينيةَ من "أنتيوش"، من "سميرن"، من مناطقَ