وكتابِه، فخالطت بشاشةُ الإِيمان وأنوارُه قلوبَهم، يعرفونها ولا يَملِكون بالكلماتِ أن يَنقِلوها إلى الآخَرين الذين لم يَعرِفوها؛ لأنها لا تُنقل بالكلمات، إنما تَسري في القلب فيستروحُها، ويَهَشُّ لها، ويندَى بها، ويَستريحُ إليها، ويستشعر الطمأنينة والسلام.
° شانئو محمد - صلى الله عليه وسلم - حياتهم هجيرٌ قائظ، وشُواظٌ يَلفحُ قلوبَهم قَبلَ الوجوه، هاجرةُ الكفر وحَرورُه .. تلفحُ قلوبَهم فيه لوافحُ الحَيرة والقلق وعدمِ الاستقرار على هدف، وعدم الاطمئنان إلى نشأةٍ أو مصير، ثم تنتهي إلى حرِّ جهنم ولفحةِ العَذاب هناك .. ليس أشقى على وجه الأرضِ منهم وقد حُرِموا طمأئينةَ الأُنسِ بالله .. ليس أحدٌ أشقى منهم وهم ينطلقون في هذه الأرض مَبتوري الصِّلة بما حولَهم في الكون؛ لأنهم انفَصَموا عن العُروة الوثقى التي تربِطُهم بالله، ليس أشقى في الحياة ممَّن يَشُقُّ طريقَه وحيدًا شريدًا في فلاة، عليه أن يكافحَ وحدَه بلا ناصرٍ ولا هادٍ ولا مُعين.
° شانئو محمد - صلى الله عليه وسلم - هم داءُ البشرية .. هم الوسوسةُ والقلقُ والحَيرة، والقلقُ مرضٌ، والحَيرة نَصَب، والوسوسةُ داء، فأين هم من محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - رحمةِ الله المهداة، الذي يَصِلُ القلوبَ الطاهرةَ بالله، فترضى وتستروحُ الرِّضا من الله، والرِّضا عن الحياة؟!.
° شانئو محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - كلُّهم هَوًى ودَنَسٌ وطَمَعٌ وحَسَد، ونزعاتُ الشياطين في أنفسٍ لئيمة خبيثة.
° شانئو محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - حياتهم كلُّها ضَنْك .. ضَنْكُ الانقطاعِ عن الاتِّصال بالله، والاطمئنانِ إلى حِماه، ضنكُ الحيرةِ والقلقِ والشكِّ، ضنكُ