قلوبٌ خامدةٌ جامدةٌ قاسيةٌ متبلِّدة، {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}[فاطر: ٢٢]، مَن يعيشون بقلوبٍ مَيتةٍ فهم كأهل القبور .. واعجبًا للناس! يبكون على مَن مات جَسَده، ولا يبكون على من مات قلبه -وهو أشدُّ-!.
وقلوبُ مُحبِّيهِ أشرقت فيها الأنوارُ وخَشَعت لذكر الله، أحيى الله بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أرضَ هذه القلوب بعد موتها، فنبضت بالحياة، وزَخِرت بالنبت والزَّهْر، ومَنَحت الأُكُل والثمار.
° شائِنو محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في الظلمات حياتُهم ومماتُهم، فعندما يَبعدُ الناسُ عن نورِ الإيَمان يَقعُون في شتَّى أنواعِ الظلمات وأشكالها .. ظلماتٌ تعِزُّ فيها الرؤيةُ الصحيحة لشيءٍ من الأشياء، ظلمةُ الجهل، وظُلْمة الكفر، وظُلْمة الظُّلْم، وظُلْمةُ اتباع الهوى، وظلمةُ الشك والريب، وظلمة الجحود، وظلمة الإِعراض عن الحق الذي بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والنور الذي أنزله معه ليُخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النور، وظلمةُ الشبهات والخرافات، والأساطير والتصوُّرات، وظلمةُ الشهوات والنزعات والاندفاعات في التِّيه، وظلمة الحَيرة والقلق والانقطاع عن الهدى، والوحشةِ من الجَنَاب الآمنِ المأنوس، وظلمة اضطراب القيم، وتخلخل الأحكام والقيم والموازين .. فهم أعداءُ النور.
لا يشرِقُ النورُ أمامَ ثُقلة الطين في كيانهم، وظلمةِ التراب، وكثافةِ اللحم والدمِ، وعرامةِ الشهوةِ والنزوةِ الخبيثة، لَبْسٌ في الرؤية، وتردُّد في الخُطوةَ، وحيرةٌ وشرودٌ في الاتجاه، وطريقٌ بهيمٌ لا معالِمَ فيه.
° وأمَّا المؤمنون بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فقد عرفوا النورَ من طريقه وصراطِه