صدِره، وتفتُّحَه ونداوتَه وبشاشتَه!! ومَن يُرِدْ أن يُضِلَّه فصدرُه مغلقٌ مطموس، ضيِّق، عنده من كُربةِ الصَّدْر، والرَّهَق المُضني ما ينوءُ به، فالكفرُ انكماشٌ وتحجُّرٌ، وضِيقٌ، وشُرود، وعُسرٌ، وجَهدٌ، ومشقة.
ومن معاني الرِّجس: العذاب، ومن معانيه: الارتكاس، يرتكسُ في العذاب، ويعودُ إليه ولا يفارقه.
° شائِنو محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - هم نَبْتةٌ ضالةٌ شيطانيةٌ، لا وشائجَ لها في تربةِ هذا الوجود ولا جذور، انقطعت صِلتهم بخالقِ الوجود بعد كُفرهم برسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهو منقطعُ الصِّلةِ بالوجود، لا تربطه به إلاَّ روابطُ هزيلةٌ من وجودِه الفرديِّ المحدود، في أضيق الحدود، في الحدود التي تعيش فيها البهيمة، حدودِ الحِسِّ وما يُدركُه الحسُّ من ظاهرِ هذا الوجود .. والمؤمنون بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وبرسالته وثيقو الصِّلةِ بالوجود، وبموكبِ الإِيمان الضارب في جذورِ الزمان، الموصول على مدارِ الزمان، فهم في ثراءٍ من الوشائج، وفي ثراءٍ من الروابط، وفي ثراءٍ من "الوجود" الزاخر الممتد اللاحب الذي لا يقفُ عند أعمارِهم المحدودة.
شتَّان بين هؤلاء وهؤلاء!!.
° شائِنو محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - عَمِيت قلوبُهم، وعندهم العمى، كلُّ العمى، وعميت بصائرهم، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج: ٤٦]. {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الرعد: ١٩]، عَمِيتْ قلوبُهم، وعَمُوا عن رؤيةِ دلائل الحقِّ، وعَمُوا عن رؤية حقيقةِ الوجود، وحقيقة الارتباطات فيه، وحقيقةِ القِيَم والأشخاصِ والأحداثِ والأشياء.