"مرجليوث" -وهو من كبار المستشرقين- كان له اتصالٌ واسع المدى مع المصريِّين بعد الاحتلالِ البريطاني، وقد اتَّصل به الشيخ "عبد العزيز جاويش" وهاجَمَه عندما أصدر كتابه "محمد وظهور الإسلام".
ومنذ عام ١٩٠٧ تناوَلت الصُّحُفُ في مصرَ آراءَه، فقد أَصدرَ في ذلك الوقتِ كتابًا عن النبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وجَعله حَلْقةً من سلسلةِ "عظماء الأمم"، وَصَفه "سليمانُ النَّدْويُّ" فيما بعدُ بأنه لم يؤلَّف بالإنجليزية كتابٌ أشدُّ تحامُلاً على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - منه، حاوَل فيه "مرجليوث" أن يُشوِّهَ كل ما يَتعلَّقُ بالسيرة، وأن يُشكِّكَ في أسانيدها، ولم يَأْلُ جَهْدًا في نَقضِ ما أَبْرمَه التاريخُ ومعارضةِ ما حَقَّقه المحقِّقون من المُنصِفين، وقد أشار الشيخ "جاويش" إلى آراء "مرجليوث"، وقال:"إنه -أي مرجليوث- حارَبَ التاريخَ كما حارَبَ الإنصَافَ، وحَمَل على الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - حَمْلاتٍ مُنكَرَةً "، وأشار إلى قولِ "مرجليوث": " إنَّ المسلمَ معناه في الأصل: الخائن"، وعَلَّل ذلك بأن هذه الكلمة مشتقَّةٌ من اسم مسلم، وادَّعي "مرجليوث" أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانت تنتابهُ النُّوَبُ العصبيةُ كثيرًا، وزَعَم المؤلِّفُ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عاشَرَ بعضَ النصارى، فاستفاد كثيرًا من القَصص، واقتَبَس بعضَ أساليبِ التعبير، وعَلَّل زَواجَه بخديجةَ بطَمَعِه في مالها.
وقد صارت آراءُ "مرجليوث" مَصدرًا للمتعصِّبين من الكُتَّابِ الغربيِّين، ومن ذلك ما نَقَله عنه مستر "سكوت" وأثار كثيرًا من الاعتراضات، وقد أشار رضا إلى أن السببَ في أكثرِ غَلَط "مرجليوث" وخَطأه في السيرة هو التحكُّمُ في الاستنباطِ والقياسِ الجُزئيِّ وبيانِ أسبابِ