الحوادث، كما هو شأنُهم في أَخذِ تاريخ الأقدمِين من الآثارِ المكتَشَفة واللغات المَنسِيَّة ونَقصِ فهمهم.
° كما أشار صاحبُ المقبس "محمد كرد علي" إلى كتابه "عظماء الأمم" فقال: "إنه لم يؤلَّفْ كتابٌ بالإنجليزية أشدُّ تحامُلاً على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مما جاء بهذا الكتاب، فقد حاول "مرجليوث" أن يُشوِّهَ كلَّ ما يَتعلَّقُ بالسيرة الشريفة، وأن يُشكِّك في أسانيدها، ولم يَأْلُ جَهدًا في نقضِ ما أَبرمه التاريخ ويعارِضُ ما حَقَّقه من المثقفين، و"مرجليوثُ" له فَرضٌ في الشَّعر الجاهلي، نَشَره في يوليو ١٩٣٥ في إحدى المجلات الاستشراقية، وفي ١٩٢٦ نَقَله "طه حسين" في كتابه المشهور عن الشعر الجاهلي، يقول "مالك بن نبي": "ربما لم يكن فَرضُ "مرجليوث" ليحتويَ على شيءٍ خاصٍّ غيرِ عادي لو أنه حينَ نُشِر لم يُصادِفْ ذلك الترحيبَ الحارَّ من المجلاَّت المستغربة، ومِن بعض الرسالاتِ التي يقومُ بها دكاترةٌ عَرَب مُحدَثون، حتى لقد كَسَب هذا الفرضُ قيمةَ المقياسِ الثابتِ في دراسةِ الدكتورِ "صبَّاغ" عن "المجاز في القرآن"، وقد رفض الدكتور "صبَّاغ" رفضًا مقصودًا مغرضًا الاعترافَ بالشِّعر الجاهليِّ كحقيقةٍ موضوعيةٍ في تاريخ الأدب العربي".
وكَتَب "مرجليوثُ" مقالاً نشر عام ١٩٠٤، فردَّد قولَ "برايس" مِن أنَّ الإسلام لم يَبْقَ من عُمرِه إلاَّ قَرنان، كما أعاد ما قاله أحدُ المبشِّرين مِن أن الإسلام لا يَلبثُ أن يَذوبَ ذَوَبانَ الثلْج بين يَدَيِ العِلو والتمدُّنِ والنصرانية، كما نَقَل رأْيَ الدكتور "بروين" الذي قال: "إن الإسلام يذهبُ بذَهابِ الدولةِ العثمانية"، ومضى يُردِّدُ الكلماتِ التقليديةَ التي يُرددها المتعصِّبون وخُدَّامُ الاستعمار من أنَّ الإسلام لن يَبقَي بعدَ احتكاكِه بالتمدُّنِ الحديث،