° المجتمع المسلم الذي بناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرسى قواعدَه في دنيا الإسلام عَبْرَ التاريخ: مجتمعٌ تكْفَل فيه حُريَّاتُ الناس وكراماتهم وحُرماتهم وأموالُهم بحكم الشرع الحنيف، بعد كفالتها بالتوجيه الرَّباني المُطاع .. فلا يُؤخذُ واحد فيه بالظِّنَّة، ولا يُتَسَوَّرُ على أحدٍ بيته، ولا يَتجسَّسُ على أحدٍ فيه متجَسِّسٌ، ولا يَذهبُ فيه دمٌ هَدَرًا، والقِصاصُ حاضر، ولا يَضيعُ فيه على أحدٍ مالُه سرقةً أوْ نَهْبًا، والحدودُ حاضرة، وعَدلُ اللهِ قائم.
° مجتمعٌ تَشِيعٌ فيه الشورى ويتساوى فيه الناس حُكَّامًا ومحكومين أمامَ شرع الله -عز وجل-.
° لقد أقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مجتمعًا لأول مرةٍ في التاريخ لا يعادلُه عَبْرَ التاريخ أيُّ مجتمع آخَرُ .. وأقامَ - صلى الله عليه وسلم - دولةً كأحسنِ ما تُقامُ الدول، حتى استمرَّ امتدادُها لأكثرَ من ألفٍ وثلاثِمئةِ عام وهي مؤهَّلةٌ للعَودة والاستمرار، كمعجزةٍ باقيةٍ لإنسانٍ واحد، هي في الحقيقة من أعظم معجزاته التي غَفَل عنها الغافلون.
لقد صَنع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن الذي عليه وبسُنَّته المباركة في نفوس المؤمنين به -الذين تلقَّوا هذا الوحيَ العظيمَ وتكيَّفُوا به- أكثرَ من تسيير الجبال وتقطيع الأرض وإحياءِ الموتى .. لقد صَنَع في هذه النفوس وبهذه النفوس