للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظمى التي شهِدها التاريخ، فالثوراتُ يَظهرُ فيها بوضوح العقوقُ وعدمُ التقوى، لدرجةِ أنها تَستبعدُ كلَّ فكرةٍ عن قضاءِ الله وقَدَرِه، أو بتعبير آخَرَ تستبعدُ ما قَضى اللهُ به.

وعلى هذا، فإننا إذا اعترفنا بتدخُّل إلهيٍّ خاصٍّ في هذا النجاحِ المدهشِ الذي حقَّقته جيوشُ المسلمين (العرب أو السرسريَّة) بعد موتِ محمدٍ، فلابد أن نعترفَ أيضًا أن هذا النجاحَ يَرجعُ إلى أن هذا الدينَ هو الذي وَحَّد العربَ وجَعَلهم تحتَ قيادةِ "رأسٍ" واحدةٍ أو "زعيمٍ" واحد، وأن هذا الدينَ هو الذي ألهمهم مِثلَ هذه السلسلةِ من الفتوحاتِ السريعةِ الباهرة.

لقد راح النبيُّ الدَّعيُّ يُنضجُ خُطَطَه، ويتدبَّرُها لفترةٍ طويلةٍ قبلَ أن يَضَعَها موضعَ التنفيذ بالتدريج وبحذرٍ شديد".

* ويقول في (ص ٥٢): "وفي القرآن ما يُفيدُ أن النبيَّ محمدًا ودينَه الزائفَ يَجِدُهما أهلُ الكتاب عندهم -في كتبهم المقدَّسة في العهد القديم-: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٩٧)} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٧].

° ويقول في (ص ٥٤): "بعد أن نَجَح محمدٌ في إقناع زوجِه خديجة، واصَلَ حياةَ العُزلةِ والتقشُّفِ ليكتسبَ شهرةً في مجالِ التقوى والورع، وقبل ذلك ضمَّ خادِمَه زيدًا بنَ حارثة إلى قائمةِ المهتدين، وكافأه

<<  <  ج: ص:  >  >>