للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَتصوَّرَ عقيدةَ المسيحيين في نسبةِ المسيح إلى الله، أو بتعبير آخَرَ لم يستطعْ أن يَفهمَ بنوَّةَ المسيح لله أو تحدُّرَه منه، مع أن هذه الفكرةَ لا تؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ في حقيقةٍ أن اللهَ جلَّ جلالُه واحدٌ، أو بتعبيرٍ آخَرَ: مع أن هذه الفكرةَ لا تؤثِّرُ مباشرةً، وفيما يرى محمدٌ أن أكبرَ السخافاتِ هو التأكيدُ على أن المسيحَ هو ابنُ الله، أو أنه مُساوٍ للآب (الله) في النِّديَّةِ والأزليَّة، وعلى هذا فإعلاناتُ العهدِ الجديد (الأناجيل وملاحقها) فيما يتعلقُ بشخصِ المسيح وطبيعتِه، هاجَمَها واضعُ القرآنِ بلا هوادةٍ؛ لأنه لم يكن لديه الصِّدقُ والموضوعيةُ أو القُدرةُ على فَهم الفَرقِ بين عقيدةِ الثالوث الأقدس (كون الآب والابن والروح القدس إلهًا واحدًا) وعقيدةِ التثليث التي تعني وجودَ ثلاثةِ آلهةٍ منفصِلين (أي الفرق بين عقيدة الترينيتي وعقيدة التريثزم).

* وقال في (ص ٦١): لقد قَدَّم محمد -لفترةٍ- حقيقةَ أن كتابَيِ العهدِ القديم (التوراة وملاحقها) والعهد الجديد (الأناجيل وملاحقها) كانت في الأصل وحيًا من الله، إلاَّ أنها حُرِّفت -ويا للخجل- بعد ذلك، وأن النُّسَخَ الموجودةَ الآنَ غيرُ جديرةٍ بالتصديق أبدًا، وبالتالي فهو قلَّما يَقتبسُ منهما في القرآن".

° ويقول في (ص ٦٢ - ٦٣) عن نزولِ القرآن مُنَجَّمًا: "وكانت هذه الطريقةُ التدريجيةُ في نزولِ الوحي، بالتأكيد، ضربةً شديدة، فنحن نقرأ في القرآن، سورة (الفرقان): {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: ٣٢].

فلو أنَّ القرآنَ ظَهَر جُملةً واحدةً لأدَّى التمعُّنُ في محتوياته ومقارنةِ سوره وآياتِه بعضِها ببعضِها الآخَر إلى اكتشافِ عدم اتِّساقِه، ولربَّما صَعُب

<<  <  ج: ص:  >  >>