للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَحُثُّ على اضطهادِ هؤلاءِ البائسين اضطهادًا لم يَضطهِدْه المسلمون لأيِّ شَعبِ آخَر".

° ويقول في (ص ١٣٦): "إنَّ القلبَ يأسَى أن يجد النبيَّ رسولَ الله يَنتقلُ من مَشهدٍ دمويٍّ إلى مشهدِ دمويٍّ آخر، ومن مذبحةٍ إلى أخرى، جاعلاً دعاوى الدين عَباءةَ يُغطِّي بها طموحاتِه التي لا حدَّ لها ومباهجَه الحسِّيَّة التافهة .. إن المرءَ المتأمِّلَ هنا يُدرِكُ المعنى العميقَ لطهارةِ دينِ يسوع المسيح وجنوحِه للمسالمة، فهذا المعنى يزدادُ تألقًا إذا ما قارناه ببريقِ الانتصارات (الحربية) التي حقَّقها النبيُّ المغازي، تلك الانتصاراتُ التي تَفتقدُ الهدفَ الديني.

إن الشخصَ الذي يَشعُرُ بقوةِ المبادئِ المسيحيةِ لن يرتاحَ -أو يَعْجَبَ- بهذه المعاركِ الضاريةِ التي انتصر فيها مؤسِّسُ الإسلام وأمثالُه من الغزاة بحصارِهم الناجحِ، ولا بالمُدن التي نَهَبوها أو أخضعوها، وإن فاق المسلمون غيرَهم في هذا".

° ويقول في (ص ١٤٠) ساخِرًا مستهزئًا عن سَمِّ اليهودية للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "وإنْ كان لنا أن نؤيِّدَ الذين يتحدَّثون عن معجزاتِ محمدٍ، فإنَّ الكَتِفَ أخبَرَتْه أنها مسمومة، ولا شكَّ أن هذه المعلومةَ وَصَلَتْه متأخِّرًا، لقد راحت بذورُ المَوت تنخَرُ فيه منذ هذا الوقت".

° وقال في "الفصل الثالث عشر" (ص ١٤٣) عن إسلامِ أبي سفيان والعباسِ قبلَ "فتح مكة": "في هذه الظروفِ لم يكن أمامَ أبي سفيان -العدوِّ اللدودِ لمحمدٍ ودينه- والعباسِ- عمِّ النبي- إلاَّ أن يُسلِّموا مفاتيحَ مكةَ للفاتح، وكان هذا موقفًا مَهينًا لأهل مكة، ولم يتوقفِ الأمرُ عند هذا الحدِّ، بل إنهما

<<  <  ج: ص:  >  >>