للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥٠)} [الأحزاب: ٥٠].

هذه المِيزةُ المبالَغُ فيها التي تمتَّعَ بها النبيُّ ربما تناقضت مع ما هو مسموحٌ لأتباعه أو ما هو مسموحٌ به لسائر المسلمين: { .. فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً .. } [النساء: ٣].

ويمنعُنا الحياءُ من الدخولِ في تفاصيلِ هذا الجانبِ من حياةِ محمدٍ وشخصيته (يقصد الجانب المتعلق بالزواج ومِلْكِ اليمين)، لكن القارئَ يستطيعُ مِن خلال ما ذكرناه آنفًا أن يُدركَ كيف استغلَّ النبي نبوَّته بوصفِها أداةً لإشباع الرغبات الحسية، ومِن الأمثلة الصارخةِ ما حَدَث مِن اتصالِه بالجاريةِ المصرية مارية (القبطية)، لقد وصل خَبَرُ هذا الحُبِّ المحظور (الاتصال بمِلْكِ اليمين) لِمَسْمَعِ إحدى زوجاته الشرعيات، بل لقد رأت بعينيها ما حدث (أي هذا الاتصال الجنسي)، فوَّبخته توبيخًا مريرًا، فوَعَدها مُقسِمًا -ليهدِّيها- ألاَّ يعودَ لهذا، لكن طبيعتَه غَلبت عليه بعد ذلك بوقتٍ غيرِ بعيد، فلجأ إلى الوحي ليغطيَ هذا الخِزيَ، فكان لا بد من نصٍّ قرآني يُحِلُّه من قَسَمِه الآنِفِ ذِكرُه، وتلك صفحة سوداء لوَّثت القرآنَ ومؤلِّفَه (يقصد محمدًا - صلى الله عليه وسلم -): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢)} [التحريم: ١ - ٢].

هنا نجدُ الأمرَ يتناقض مع ما يَفرضُه نبيُّ الحقِّ على أتباعه، فنحن نقرأ في القرآن ما فرضه عليهم في الآيات التالية: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>