هذه مجردُ أمثلةٍ من الطبيعة العامةِ القرآن، إن الجزءَ الأكبرَ منه -إلى حدٍّ كبير- قد صِيغ لتحقيقِ أغراضٍ خاصةٍ ليكونَ ذريعةً قلَّما تَفشلُ إذا تَعذَّرَت الذرائعُ الأخرى، فجبريلُ يَنزلُ بوحيٍ جديد -دائمًا- مطابقٍ للغرض (١) المطلوبِ تحقيقُه، إنْ شَرعَ النبيُّ في مشروعٍ جديد، وإن واجَهَ اعتراضاتٍ جديدةً، وإن كانت هناك صعوباتٌ يجبُ حَلُّها أو تجاوُزُها، وإنْ نَشَبَ نزاعٌ بين أتباعه .. لذا فإننا نجدُ -كنتيجةٍ حتميةِ لهذا- اختلافاتٍ وتناقضاتٍ في هذا الكتاب (يقصد القرآن الكريم) يصعبُ إنكارها، ومفسِّرو القرآن والمسلمون عامةً يعرفون هذه الحقيقةَ، لكنهم يُبرِّرون ذلك بقولهم: إذا ناقَضَ الوحيُ اللاحقُ الوحيَ السابقَ، فإن الوحيَ اللاحقَ نَسَخ -أو ألغى- الوحيَ السابقَ، وهناك أكثرُ من مئةِ وخمسين آيةً ينطبقُ عليها هذا (حكم الناسخ والمنسوِخ)، بل إنَّ الدَّعِيَّ نفسَه (يقصد محمدًا - صلى الله عليه وسلم -) يؤكِّدُ هذا، ففي القرآن: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
(١) هذا ما يقوله الدَّعِيُّ الدجَّالُ "جورج بوش"، نضعه بين أيدي المسلمين ليقفوا على جذور ومرجعية ما يختصِمُه الآخرون مع هذا الدين منذ وقتٍ مبكِّر، ونحن أشدُّ حِرصًا على سيرة نبيِّنا المُطهَّرةِ وخُلقه الذي هو خُلُق القرآن الكريم .. وهو -والله- أحبُّ إلينا من أنفُسِنا وأهلينا وأموالنا.