للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلِّه، وسينضمُّ كلُّ الأغيار (وهو تعبيرٌ يهوديٌّ يعني غيرَ اليهود، لكن بوش هنا يستخدُمه ليعني غيرَ المسيحيين) إلى حظيرةٍ الكنيسة المسيحية، خلالَ هذه الفترة سيتركُ المسلمون دينَهم ليدَخلوا في العقيدةٍ الحقَّة (المسيحية)، وعندما يتحولُ المسلمون جميعًا إلى المسيحية، ستنكسرُ -بلا شك- مملكةُ القَرنِ الصغيرِ الشرقية (دولة الإسلام على حد تفسيره للعبارات الرمزية لنبوءة دانيال)، مِن الواضح أن انكسارَها عندئذٍ يكونُ بلا يدٍ (بلا يد تنكسر) لأنها ساعتَها لا تكونُ قد انكسرت بحدِّ السيف على يدِ غازٍ من بني البشر، وإنما بتأييدٍ من الروح القُدُس الذي يُميل قلوبَ الناس ليعلنوا خطأهم وليؤمنوا بعقيدةٍ نبيِّ الله الحق.

وهكذا رأينا أن القرنَ الصغيرَ لهذا الخروف (التيس) الرمزيِّ يُشيرُ إلى نجاح ادِّعاءِ محمدٍ، وإن كان هذا النجاحُ عَرَضيًّا -أي سيزول، وقد تم المرادُ (أي وصل هذا النجاحُ لنهايته وحان وقت إزاحته)، وعلى هذا فنتيجةُ كلِّ هذا الاستقصاء يجبُ أن تكون هي أن القَرنَ الصغيرَ كما وصُف في "سِفرِ دانيال"، يَرمِزُ إلى مملكةٍ الإسلام (أو دولة الإسلام) ".

° ويقول في (ص ١٩٢ - ١٩٣): "استأصل أتباعُ محمدٍ المبشِّرين بالإنحيل، وحَوَّلوا إلى الإسلام خَلقًا كثيرًا بحدِّ السيف، وفرضوا دينَهم على الشعوب التي امتدَّ إليها حُكمُهم الدنيويُّ، وكلمةُ السياسة هنا (في الترجمة العربية المتداوَلة للسِّفر تُوجَدُ كلمة "حِذاقة" بدلاً من كلمة سياسة)، ربما أمكن فَهمُها بمعنَى الدهاءِ الخالي من المبادئ، أو الدَّهاء الذي لا يَضعُ صاحبُه القيمَ والمبادئ في اعتباره، أو العملُ بذكاءٍ لكن دون وَضعِ اعتبارٍ للأخلاق أي بمعنى وَضعِ الخُططِ بنعومةٍ أفعوانية، ووضعها موضعَ التنفيذ

<<  <  ج: ص:  >  >>