للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسبب ابتعادِهم عن الحق، فتم إخضاعُهم -لهذا- لطغيانِ القَرنِ الصغير (المقصود ثم إخضاعهم للمسلمين عن وفق تصير بوش لنبوءة دانيال)، لكن هذه الرِّدَّة (أو الانحراف عن الدين المسيحي الحق فيما يراه بوش) التي استَشْرَتْ لفترةٍ طويلةٍ في الشرق والغرب على سواءٍ كانت قد اكتَملت أو بَلغت ذُروتَها في حوالَي بدايةٍ القرن السابع للميلاد عندما ظهر نبيُّ الإسلام لأوَّل مرة، والمؤرِّخُ "جيبون" يقدم لنا رؤيتَه للإسلام (النص: الدين المحمدي) بملاحظته "أن المسيحيين في القرن السابع -دون وعي منهم- أصبحوا مِثْلَ الوثنيين".

وعلى هذا، فمنذ ذلك الوقتِ وقعت النجوم (المقصود: المسيحيون) في أيدي القَرن الصغير (المسلمون على وِفق تفسير بوش لنبوءة دانيال)، لقد غَضِب الربُّ عليهم، فهَوى بعصاه على رؤوسهم، لقد أُخضِعوا لطغيانه (أي طغيان الإسلام) بسبب ارتدادِهم إلى خرافاتِ الأغيار الوثنية، ومرة أخرى فما دُمنا نقصِدُ في بحثنا هذا الإسلامَ (الدين المحمدي) فإنَّ هذه السيطرة الدينية العجيبةَ يُمكن أن تُوصِفَ بأنها "مملكة الوجه المُتَجَهِّم" (١)، ذلك أن من الحقائق التي يتجنَّبُ المسلمون الإعلانَ عنها أن نبيَّهم (مؤسس دينهم) كان يستخدمُ السَّيفَ كأداةٍ أساسيةٍ لإدخالِ الناس في الإسلام، وقد شاركه المؤمنون برسالته في كلِّ العصور -غالبًا- في هذه الروح القاسِية .. على أيَّةِ حالٍ، فإن البعضَ يَرى أن الترجمةً الصحيحةً هي "ذو الوجه الصارم أو الثابت Firm "، ويعنونُ بذلك الوقاحةً والبرودَ اللذيْنِ يتميَّزُ بهما


(١) أوْ على حدِّ الترجمة العربية المُعتمَّدة: مملكة على رأسها "مَلِك جافي الوجه".

<<  <  ج: ص:  >  >>