شيء يُشبهُ التخطيطَ أو المنهجَ في ترتيب السور أو الآيات، وليس هناك بيانٌ بوقتِ نزولها ولا بموضوعها (محتواها)، فليس أيٌّ منهما هو أساسُ الترتيب، فالآياتُ والسور -في الحقيقة- موضوعةٌ كيفما اتُّفق دون نظامٍ أو معنًى، فقلَّما ترتبطُ آيةٌ بالتي تليها، فليست هناك حالةٌ واحدةٌ ارتبطت فيها اثنتا عَشْرةً آيةً إلاَّ في حالةٍ القَصص القرآني (السور التي تناولت قصص الأنبياء مثلاً)، مثل قصةٍ إبراهيم وقصةٍ يوسف وفرعون، وكِلا القصَّتين محرَّفتانِ عن الكُتب المقدسة المسيحية واليهودية (هكذا يعتقد المؤلف)، وفيما عدا هذا فالآياتُ تبدو فُرادى منعزلةً عن أيِّ سياقٍ، ومن الصعب -بل من المستحيل- أن نكتشفَ الصِّلَةً بينها، كذلك من الصعب فَهمُ تتابعِ السور في القرآن، ويكفي أن نَذكُرَ للقارئ عناوينَ السور التِّسع الأولى، فهذا يُعطيه فكرةً حرَّةً عن ترتيب السُّور وطبيعةٍ الموضوعات التي تعالجها:
-١ - الفاتحة. ٢ - البقرة. ٣ - آل عمران.
-٤ - النساء. ٥ - المائدة. ٦ - الأنعام.
-٧ - الأعراف. ٨ - الأنفال. ٩ - براءة (التوبة).
وبالنسبة لِخُطَّةٍ هذا الوحي الزائف وتكوينه، يُلاحَظُ أنَّ محمدًا جَعل اللهَ هو المتكلِّم في هذا النصِّ (القرآني)، هذا ما يتبادرُ للقارئ عندما يقرأُ -بتمعُّنٍ- المقتطفاتِ القرآنيةَ التي أوردناها، فالخطابُ في القرآنِ موجَّهٌ -مباشرةً- للنبي مخبرًا إيَّاه بما يُبلِّغُه لأهل بلدِه وللعالَم، وفي حالاتٍ أخرى يوجِّهُ القرآنُ أوامرَه ووصاياه ووعودَه وتهديداته -مباشرةً- إلى غير المؤمنين أو إلى المؤمنين على وِفقِ ما يقتضيه السِّياق".