للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصُحبةِ القواتِ الأمريكيةِ الغازيةِ .. الأمرُ الذي "صَبَغ الحربَ على العراق بصِبغةِ الحروب الصليبية، وأنَّ مِن بينِ تلك الجماعات التبشيرية المصاحبةِ للجيش الأمريكي مبشِّرين تابِعِين للكنيسةِ المعمدانية والكنيسةِ المنهجية، وكِلتا الكنيستين كانت ضِمنَ أهمِّ الجماعاتِ التي دَعَّمت الرئيسَ بوش .. وهناك ٨٠٠ مبشِّر تطوَّعوا لمصاحبةِ الجيش الأمريكي الزاحفِ على العراق، لتقديم الدعمِ الروحيِّ والماديِّ للشعب العراقي .. ومِن بين هولاءِ المبشِّرين "فرانكلين جراهام"، الذي دشن حفلَ تنصيبِ جورج بوش رئيسًا .. ووالده "بيل جراهام"، الذي أثار عاصفةً داخلَ المجتمعات الإسلامية عندما وَصف النبيَّ محمدًا بأنه "إرهابيٌّ ووثني" .. ولقد أَعلن المبشِّرُ "فرانكلين جراهام" -في القاعدة الأمريكية في الكويت-: "لقد جئتُ إلى هنا تمهيدًا لدخولِ العراق، فرغم أن نِسبةَ المسلمين في العراق تُشكِّلُ ٩٧% من إجمالي تِعدادِ السكان، إلا أننا يجبُ ألاَّ ننسى أن المسيحيةَ سَبقت الإسلامَ في دخول العراق .. إنني هنا لدعم مسيحيِّ العراق، لكننا في الوقت ذاتِه نُخطِّطُ لتقديمِ الدعمِ للمسلمين، ليس باسمنا، ولكن باسم الرب" (١).

جورج بوش -أو "أوربان العصر الحديث"- يُريدُها حربًا صليبيةً تُريقُ دماءَ المسلمين -أو الكفار عنده- مثلما فَعَل الباب "أوربان الثاني" [١٠٨٨ - ١٠٩٩ م]، مُشعِلُ الحروبِ الصليبيَّةِ الذي قال في خطابه الذهبيِّ للـ "فرسان الإقطاعيين" يوجِّهُهم لغسل أيديهم بدماءِ المسلمين -الكافرين- وليحتلوا


(١) ترجمة مقالي "النيويورك تايمز" عن صحيفة "الأسبوع" - القاهرة في ١٤/ ٤/ ٢٠٠٣ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>