أرضَهم التي تُدِرُّ لبنًا وعَسَلاً، فقال:"يا من كنتم لصوصًا، كونوا الآن جنودًا .. لقد آنَ الزمانُ الذي فيه تُحوِّلون ضدَّ الإسلام تلك الأسلحةَ التي أنتم لحدِّ الآنَ تستخدمونها بعضُكم ضدَّ بعض .. فالحربُ المقدَّسةُ المعتمدةُ الآن .. هي في حقِّ الله عينه .. وليست هي لاكتسابِ مدينةٍ واحدة .. بل هي أقاليمُ آسيا بجُملتها، مع غِناها وخزاينها العديمةِ الإحصاء.
اذهَبوا وحارِبوا البربر -[يقصد المسلمين]- لتخليصِ الأراضي المقدسةِ من استيلائهم .. امضُوا متسلِّحين بسيفِ مفاتيحي البطرسية -[مفاتيح الجنة التي صنعها لهم الباب]- واكتسِبوا بها لذواتكم خزاينَ المكافآتِ السماويةِ الأبدية، فإذا أنتم انتصرتم على أعدائكم، فالمُلكُ الشرقيُّ يكونُ لكم قَسْمًا وميراثًا.
وهذا هو الحينُ الذي فيه أنتم تَفُون عن كثرةِ الاغتصابات التي مارستموها عُدوانًا .. ومن حيث إنكم صَبغتم أيديَكم بالدمِ ظُلمًا، فاغسِلوها بدمِ غيرِ المؤمنين .. "!! (١).
هكذا دعا الباب الذهبي "الفرسان -اللصوص" -بعدَ أن أعطاهم
(١) "تاريخ حرب الصليب" لمكسيموس مونروند (١/ ١٣، ١٤) طبعة أورشليم سنة ١٨٦٥ م.