مفاتيحَ الجنة- إلى غَسل دماءِ أيديهم بدماءِ المسلمين، وذلك لامتلاكِ الأرض التي تُشبِهُ خصوبتُها فردوسَ السماء، والتي لا تُحصَى خزائنُ ثرواتها، والتي تَفيضُ لبنًا وعسلاً .. فالمُلك الشرقيُّ سيكونُ لهم ميراثًا، إذا هم غسلوا أيديَهم بدماءِ المسلمين -غيرِ المؤمنين-!!.
فكيف غَسَل هؤلاء الفرسانُ "اللصوص" الذين حَشَدت البابويةُ أوربا من ورائِهم أيإيَهم الملطَّخةَ بدماءِ بعضِهم البعض - كيف غَسَلوها بدماءِ المسلمين؟!.
° يَصِفُ الكتابُ بأسلوبه الركيك نقلاً عن شهودِ العيان -كيف تمَّ ذلك في صفحاتٍ داميةٍ نكتفي منها بسطورٍ تقول:"على أنه باطلاً- أي: عبثًا -كان الإسلامُ- أي: المسلمون -في أورشليم، في اليوم المذكور- يوم دخول الصليبيين للقُدس- يَجِدُّون مفتِّشين عن مَهربٍ يَحمُون به حياتَهم؛ لأن هذه المدينةَ خَلَت من ملجإٍ لهم، فعددٌ كليٌّ منهم قد هربوا إلى جامع عُمرَ -مسجد قبة الصخرة- ظانين أنهم هناك يَحمُون ذواتَهم من الموت، ولكنْ ظنُّهم خاب، إذ إنَّ الصليبيين -خيَّالةً ومُشاةً مختلِطين- قد دَخلوا الجامعَ المذكور، وأبادوا بحدِّ السيف كلَّ الموجودين هناك.
فالمؤرخون، بنوعٍ خاصٍّ، ذمُّوا قساوةَ هؤلاءِ الجنودِ البربريةِ عن هذا الفعل.
وحَسْبَ تقرير "رايموند ده أجيلاس": قد طاف الجامعُ من الدماء حتى إنه تحتَ القناطرِ التي عند بابه احتَقَن الدمُ وعلا إلى حدِّ الركب، بل إلى لُجُم الخيل.