° وقال "روبارتوس" الراهب: إن جامع عُمرَ قد استَوعب من الدمِ المحتَقنِ فيه كَفَّيْ بحرٍ متموِّج، وذلك مما فَتكت به سيوفُ الجيوشِ الصليبية أرقاب -رقاب- الإسلام -المسلمين-" (١).
° ولم يكتفِ الصليبيون بذلك الذي صنعوه .. وإنما اجتمع "ديوان مشورتهم"، وقرَّر هذا "الديوانُ" إبادةَ جميع مَن بَقِي من المسلمين -وأيضًا من اليهود- في المدينة المقدَّسة .. أي إبادةَ جميع المخالفين! .. فأعمَلوا القتلَ والحَرْقَ والذبحَ في السكَّانِ العُزَّلِ أسبوعًا كاملاً .. حتى لقد شَمِل القتلُ مَن حَصَل على الأمانِ مِن بعضِ الأمراء الصليبيين!.
° وعن هذه المجزرة، يتحدَّثُ صاحبُ كتاب "تاريخ حرب الصليب"، فيقول: "إن ديوانَ المشورةِ العسكرية التيم -اجتمع- وقَطَع حُكما مُرْهِبًا، وهو: أن يُمات كلُّ مسلمٍ باقٍ داخلَ المدينة المقدسة، وهذا الحكمُ المَهيلُ قد تباشَرَ بالعمل .. ودامت هذه الملحمةُ مدةَ سمت -أي: سبعة أيام- كلمة.
والمؤرِّخون يتَّفقون على أن الإسلام -أي: المسلمين- الذي ذُبحوا داخل أورشليم بلغوا سبعين ألفًا، ثم إن اليهودَ قد كانوا داخِلين في عددِ المحكوم؛ لأن ألفاظَ الحُكمِ كانت بالموت ضدَّ غيرِ المؤمنين، بدون تمييزِ المسلم من اليهودي، فهؤلاء العبرانيون قد هَربوا إلى كنيسهم محاصَرين فيه، إلاَّ أن الصليبيين أضرَموا النارَ في جهاتِ الكنيس، فأبادوه وإياهم جُملةً بالحريق، ولم يَبْقَ من مَعبَدهِم هذا إلاَّ بعضُ فضلاتِه الدالةِ على قديمته".