للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُكَبِ مَن سار فيها، وَلَا حَلَّ المساء، اندفع الصليبيون يبكُون من فرطِ الضحك!! -بعد أن أتَوا على نبيذِ المَعاصر- إلى كنيسةِ القيامة، ووَضعوا أكُفَّهم الغارقةَ في الدماءِ على جُدرانها، وردَّدوا الصلوات"!!.

° "جورج بوش" أو "ريتشارد قلب الأسد القرن العشرين" يفعلُ بالمسلمين في أفغانستان والعراقِ مِثلما فَعَل "ريتشارد قلب الأسد" (١١٨٩ - ١١٩٩)، فقد قام بذبح ثلاثةِ آلافِ جنديٍّ من أسرى المسلمين بعد أن قَطَع لهم عَهْدَ الأمان، وبشهادةِ وعبارةِ المستشرقةِ الألمانية الدكتورة "سيجريد هونكه": "فعلى العكس من المسلمين -الذين شَمِلوا أسرى الصليبيين بمُرُوءتهم، وأسبغوا عليهم من الجُودِ والرحمةِ ما صار مضربًا للمَثَل في التخلُّقِ بروح الفروسية العالية -لم تعرفِ الفروسيةُ النصرانيةُ أيَّ التزامٍ خُلقيٍّ تُجاهَ كلمةِ الشرف أو الأسرى، فالمَلكُ "ريتشارد قلب الأسد"، الذي أقسَمَ بشَرفِه لثلاثةِ آلافِ أسيرٍ عربي أن حياتَهم آمِنة، إذ هو فجأةً متقلِّبُ المِزاج، فيأمرُ بذَبحهم جميعًا" (١).

° "جورج بوش" هو "بونابرت القرن العشرين": "وفي العصر الحديث، رأينا "بونابرت" (١٧٦٩ - ١٨٢١ م) يقترفُ ذاتَ الجريمة -جريمةِ الغَدرِ بعهدِ الأمان الذي قطعه لأسرى معركة "يافا" (١٢١٤ هـ/ ١٧٩٩ م) -، فلقد ذَبَح آلافَ الجنود المسلمين الذين استسلموا، والذين أعطاهم عهدَ الأمان!! ولقد وَصف المؤرِّخ الحُجَّة "عبد الرحمن الرافعي" هذا الغَدْرَ، والانتهاكَ لقداسةِ عهودِ الأمان، فقال -نقلاً عن المؤرخين الفرنسي-: "لقد


(١) "الله ليس كذلك" (ص ٣٤) - للدكتورة سيجريد هونكه - طبعة دار الشروق - القاهرة ١٩٩٥ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>