وحقوق الإنسان، وتنظر الحضاراتُ الأخرى إلى الغربِ على أنه يَمتلكُ قوةً عسكريةً واقتصاديةً خطيرة، ولكنه منهارٌ من الناحيةِ الاجتماعية، ويتمثَّلُ هذا الانهيارُ الاجتماعيُّ في التفكك الأسرى، وعدمِ التمسُّك بالمعتقداتِ الدينيةٍ، وانتشارِ الجريمة، والمخدَّرات، وارتفاع نسبةِ المُسنِّين، وانتشارِ البطالة .. أما الغربُ، فإنه ينظرُ إلى نفسِه على أنه نموذجٌ لحضارةِ القرنِ الحادي والعشرين، وتنظرُ إليه الحضاراتُ الأخرى على أنه نموذَجٌ سيئٌ يَحسُنُ نجنُّبُه وليس محاكاته.
° ويقول هنتنجتون:"إن الغربَ يُسيطرُ على العالَم الآن سيطرةً كاملة، وسيظلُّ مسيطرًا ومتفوقًا في القوةِ خلالَ القرن الحادي والعشرين، إلاَّ أن التغييراتِ التدريجيةَ والحتميةَ الأساسيةَ تؤثِّرُ أيضًا على توازُنِ القوى بين الحضارات، وستأخذُ قوةُ الغرب في الاضمحلال، فخلالَ خمسةٍ وسبعين عامًا من ١٩٢٠ حتى ١٩٩٥ م تراجعت السيطرةُ السياسيةُ للغربِ على المناطقِ العالمية بنسبة ٥٠%، وتراجعت نسبةُ من يُسيطرُ عليهم الغربُ من سكانِ العالم ٨٠%، وتراجعت سيطرةُ الغربِ على الصناعةِ العالميةِ بنسبة ٣٥%، أما سيطرةُ الغربِ على القوةِ العسكرية، فقد تراجعت بنسبة ٦٠%.
° وحين يتحدث "هنتنجتون" عن الإسلام يقول: "إن في العالم ٤٥ دولةً مستقلةً تنضوي تحتَ رايةِ الإسلام، وهو أقوى الديانات العالميةِ من حيثُ سيطرتُه الثقافية على المؤمنين به، كما أنه دينٌ له ميزةٌ اقتصادية كبرى، هي أنه يسيطرُ على معظمِ احتياطي البترول العالمي، ولن يَنضَبَ هذا البترولُ إلاَّ بعد سنواتٍ طويلةٍ جدًّا، ولا يزالُ الإسلامُ يمرُّ بمرحلةِ النمو السكاني السريع، ومن المتوقَّع أن يشكِّلَ المسلمون ٣٠% من