للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وهذه النصوصُ التي زوَّروا بها أسفارَهم، واختلقوا التاريخَ هي كما يقول "روبرت كارول" في دراسته عن الحرب في العهد القديم: "نصوصٌ بشرية عِبرية تمثِّل إنتاجًا فكريًّا للمجتمعات القديمة .. ونصوصُ الحرب فيها إنما تنتمي إلى إنتاجاتٍ فكريةٍ لكتاب العهد القديم أكثرَ من كونها أوْصافًا للحرب التي حدثت في الواقع والتاريخ" (١).

بل إنَّ مأساةَ الكذب ومَلْهاته لَتبلغُ الذِّروةَ عندما نقرأ أرقامَ قتلى هذه الحروب الدينية، التي حَلَم بها "واخترع" لها "واقعًا" هؤلاء الذين كتبوا هذه الأسفار .. فلقد بلغوا بضحايا تلك الحروب المشتهاة أرقامًا ربما فاقت أرقامَ تِعدادِ سُكَّانِ مسرح أحداثها عدَّةَ مرات -في ذلك التاريخ القديم-، بلغوا فيها نحو مليونين من الضحايا .. ناهيك عن الضحايا الذين لم يتمَّ إحصاءُ أعدادهم -في زمنٍ كان حالُ الإحصاءِ فيه على نحوِ ما يعرفُ الجميع-! (٢).

° انظر إلى كذبِ اليهود وجُرأتهم على الله في أسفارهم، ورُوحُ الانتقام من كلِّ الأغيار عندهم: "إن سمعت عن إحدى مُدُنِك، التي يُعطيك الربُّ إلهُك لتسكنَ فيها، قولاً فضرْبًا تضربُ سُكَّانَ تلك المدينة بحدِّ السِّيف وتحرِّمها [أي: تدمرها وتبيدها] بكل ما فيها من بهائمها بحدّ السيف، تجمع كلَّ أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتَحرقُ بالنار المدينةَ وكل أمتعتها كاملةً للربِّ إلهِك، فتكونُ تلاً إلى الأبدِ لا تُبنى بعدُ -لكي يرجعَ الربُّ عن حُمُوِّ غضبه وُيعطيك رحمة" سفر التثنية إصحاح ١٣: ١٢، ١٥ - ١٧.


(١) المصدر السابق (ص ٧٨).
(٢) انظر "الغرب والإسلام" أين الخطأ وأين الصواب (ص ١١٣ - ١١٧) - مكتبة الشروق الدولية.

<<  <  ج: ص:  >  >>