للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتاب برنارد لويس "جذور الهياج الإسلامي" وكتاب صمويل هنتنجتون "صراع الحضارات" لهما من التأثير الخاصِّ والكبيرِ في العالم الغربي وتكوينِ فكره نحوَ الإسلام.

لقد كان "برنارد لويس" هو الذي قَدَّم الصورةَ التي صَدَمت الغربَ عن الإسلام والمسلمين في كتابه "الأصولية الإسلامية" باعتبارِهم أصوليين مقاتِلين خَطِرين، وكان هذا الكتابُ في أصلِه محاضرةً ألقاها "برنارد لويس" لعام ١٩٩٠ باسم "محاضرة جيفرسون"، وهي أعلى شرفٍ تُسبِغُه حكومة الولايات المتحدة على أي باحثٍ تقديرًا لمكانتِه التي وَصل إليها في مجالِ الدراساتِ الإنسانية، ثم نُشرت بعد ذلك منقَّحةً تحتَ عنوان "جذور الهياج الإسلامي" ونُشرت كموضوعٍ رئيسيٍّ في مجلة "أتلانتك" الشهرية، وبسبب مكانةِ "برنارد لويس" الدولية كباحثٍ وخبيرٍ في شؤون الشرق الأوسط، فقد كان لهذا المقالِ ردُّ فعلٍ واسع، وكان له تأثير عالمي في اللهم الغربي للإسلام.

ومع عنوان المقال نَشرت مجلة "أتلانتك" صورةَ مسلمٍ معمَّمٍ بلحيةٍ كبيرة، وفي عينيه المتوهجتين أعلامُ أمريكية، وداخلَ المجلة نشرف رسمًا يُصوِّرُ حَيَّةً ضخمةً وعليها نجومُ العَلَمِ الأمريكيِّ وهي تزحفُ على الصحراء، ورَسْمًا آخَرَ لنفسِ الحية وهي كامنةٌ وراءَ مسلمٍ يؤدِّي الصلاة، والمسلمُ في هذه الرسوم يَظهرُ وكأنه يَعيشُ في العصورِ الوسطى، وقد عَلَّق على المقال والرسوم "جون اسبوزيتو" فقال: "إن عنوان "جذور الهياج الإسلامي" في ذاته يَخلُقُ توجُّسًا، فهل نَرى مقالاتٍ تتحدثُ عن الغضبِ المسيحي أو الغضبِ اليهودي؟ .. ولماذا الإصرارُ على تسميةِ القدرات

<<  <  ج: ص:  >  >>