ذلك خرجوا منه، ألا فلتعلموا أن مغزَى هذه المهرجاناتِ هو تشييعُ جِنازةِ الإسلام بهذه الديار .. ".
° وخَطب أحد كرادلة الكنيسة الفرنسية، فقال: "إن عهدَ الهلالِ في الجزائر قد غَبَر، وإن عهدَ الصليب قد بدأ، وإنه سيستمر إلى الأبد .. وإنَّ علينا أن نجعلَ أرضَ الجزائر مَهْدًا لدولةٍ مسيحيةٍ مضاءةٍ أرجاؤها بنورٍ مدنيةٍ منبعُ وحيها الإنجيل .. " (١).
وفي استفتاءِ تبيَّن أن ثلاثةً من بين كلِّ أربعةِ فرنسيين تَمَّ سؤالُهم يَرَون أن كلمةَ "متعصِّب" تنطبق تمامًا على الإسلام، وقضيةُ مَنع التلميذات من لُبس الحجاب تمَثِّلُ الفجوةَ التي تتسعُ باستمرارٍ بين المجتمعِ الفرنسي والأقلية المسلمة، وبعد ثلاثةَ عَشَر قرنًا تقريبًا من تصدِّي "شارل مارتل" للغزو الإسلامي لفرنسا عند مدينة بواتييه، فإن معركة "بواتييه" الجديدة تتضمنُ في طياتِها الشكِّ المتصاعِد والعداوةَ تُجاهَ الدينِ الإسلامي في أوروبا.
° ويقول "اسبوزيتو": "إن مخاوفَ الغربيين يُعبِّرون عنها بقولهم: لقد كان المهاجرون الذين وفدوا إلينا من قَبلُ أوروبيين، أما هؤلاء فليسوا كذلك .. البنات يُبدين الإصرارَ على ارتداءِ الحجاب في مدارسنا، فهن لسنَ فِرنسياتٍ، ولا يُرِدْنَ أن يكن كذلك .. إن ماضي أوربا أبيض، ويهودي - مسيحي، أما المستقبلُ، فليس كذلك، وهناك شك في أن مؤسساتِنا وهياكلَنا القديمةَ سوف تصمدُ لهذه الضغوط".
وأقوالٌ أخرى كثيرةٌ يتقبسُها "اسبوزيتو" مثل: "بينما استطاعت أوروبا
(١) "الإسلام والغرب افتراءات لها تاريخ" للدكتور محمد عمارة (ص ٤٢).