مساءً ليقفَ "شورش" بملابسه العربية ليُحيِّيَ الحاضرينَ باللغةِ العربية قائلاً: "أُحيِّيكم باسم يسوع المسيح، ابنِ بلدي الناصرة، مُخلِّصي .. ".
ويبدأ "شورش" هجومَه على القرآن خلالَ تِسعينَ دقيقةً كاملة، يقرأُ من أوراقٍ مُعدَّةٍ سابقًا، وخالطًا بين ما يَنتهجُه المسلمون في بعضِ بلدان المسلمين وبين ما يُقرُّه الإسلام، منتقدًا لتعدُّدِ الزوجات، ومبالغةِ القرآن في بعض القصص، وزاعمًا بأن القرآنَ يَشملُ آياتٍ عديدةً مأخوذةً من مُعلَّقات "امرؤ القيس"! بالاضافة إلى وجودِ كلماتٍ مع سَبعِ لغاتٍ أجنبيةٍ في القرآن، وكذلك بعضُ الأخطاء النحوية!!.
والحقيقةُ أن "شورش" لم يأتِ بجديد، فكلُّ مزاعِمِه قد ردَّدها إخوانُه من عشرات -بل ومئات- السنين، ووَجدت من المسلمين الردَّ الكافي والشافي عليها، وهو -كما يزعُم- قد عَكَف على دراسةِ القرآن سنين، وخرج بهذه الاستنتاجات، وقد أثار "شورش" جمهورَ الحاضرين بقراءاتِه الخاطئةِ لآياتِ القرآنِ على نحو يُساعدُ اتجاهاتِه الضالَّةَ في تفسيرها.
وأنهى "شورش" حديثه في السادسة وخمسٍ وعشرين دقيقة، ووقف "ديدات" -الرجل المُسِنُّ- كالطَّودِ الشامخ، بِعزَّة من الله العظيم -ثم بتأييدٍ من المسلمين الحاضرين-، وقف دون أن يَبُلَّ ريقَه برشفةِ ماء، في الوقت الذي كان فيه الدكتور الشاب "أنيس شورش" يشربُ كأسًا من الماء، يَبُلُّ به "ريقه الناشف" كل بِضع دقائق .. وقف "ديدات" لِيدحضَ ضلالاتِ "شورس" ويفضحَ أخطاءَه في تفسير الآيات حَسْبَ مِزاجِه، وبما لا يتمشَّى مع قواعدِ اللغة العربية التي يدَّعي معرفتها، وأكَّد "ديدات" على تحدِّيه