لامع، وقال: تفضلْ هذه هديتي لك، قلت له مازحًا: أمتأكِّدٌ أنت أنها ليست قنبلة؟ فأنا أعرفُ عاداتِكم تمامًا، فضحك وقال: بل هي حياةٌ جديدةٌ أَعرضُها عليك، وقام بفَضِّ الغلافِ الفَضِّي، وقَدَّم لي كتابًا قرأتُ عنوانَه بالعربية "الفرقان الحق"، وتركته يتحدَّثُ على سَجِيَّتهِ في الاقتصاد والسياسة والمال والأعمال والحياة التي سأعيشُها لمدةٍ تزيدُ على نصفِ ساعة دونَ أن أقاطعه، ثم قلتُ له: كم؟ فقال: ماذا تعني؟ قلت له ثانية: كم؟ فضحك وقال: أقصاه واحد، وقلتُ له: بل اثنين، فقال: ليكنْ، فقلت له: ماذا تعني بواحدٍ أو اثنين؟ قال: مليون أو اثنين مليون دولار، قلت: وما شروطُك؟ قال: أن يُنْشَرَ هذا الكتابُ على حلقاتٍ في "صوت العروبة" شَرْطَ أن تُضاعَفَ الطبعاتُ لمراتٍ عشرٍ على الأقل.
قلت له: نحن صحيفةٌ صغيرةٌ ومتواضعةٌ، فلماذا لا تَذهبُ إلى الصحف المشهورة والعالمية؟ قال: نحن لا نريد حاليًا إلاَّ الجاليةَ العربيةَ والمسلمة في أمريكا، ونحن نعرفُ أن الجاليةَ العربيةَ والإسلاميةَ في أمريكا تقرأُ "صوت العروبة"، ثم تَمَلْمَلَ الرجلُ في جِلسته وقال: لقد أخذتُ من وقتِك الكثير، سوف أتَّصلُ بك لاحقًا لتعلنَ لي موافقتَك وتُحدِّد ميعادًا للنشر.
ويُضيفُ رئيسُ تحرير "صوت العروبة" قائلاً: غادَرَ الرجل، وفَتحتُ الكتاب، فإذا به باللغتين العربية والإنجليزية معًا: وقرأتُ مقدِّمتَه التي تقول: "إلى الأُمة العربية خاصةً .. وإلى العالم الإسلاميِّ عامةً، سلامٌ لكم ورحمة من الله القادِرِ على كل شيء .. يُوجَدُ في أعماقِ النفسِ البشرية أشواقٌ للإيمان الخالصِ والسلامِ الداخليِّ والحرية الروحيةِ والحياةِ الأبدية ..