الجنة لقاءَ هذا الذي صنعوا بالإِسلام والمسلمين .. فقالوا:"يا ليتك كنتَ معنا لتشهدَ خيولَنا وهي تَسبحُ في دماء الكفار -أي: المسلمين- .. "!!.
وإذا كانت هذه شهادةً نصرانيةً قديمة، توكِّدُ على توسُّل الكنيسةِ الغربية بالدين لإعادة اختطافِ الشرق من الإسلام، لِنَهْبِ ثرواته .. فإن شهادةً نصرانيةً معاصرةً تؤكِّدُ -هي الأخرى- على الطابع المديني لهذه الحرب الصليبية -التي دامت قرنين ضدَّ الإسلام- وفي هذه الشهادة المعاصرة يقول الدكتور "جاك تاجر": "إن ضخامةَ الوسائل التي أعدها الصليبيون، وتعدُّدَ هجماتهم، تدل بلا شك على أن الحروبَ الصليبيةَ كانتا محاولةً لمحو نفوذِ الإسلام في الشرق، فقد شُنَّت هذه الحرب أولَ ما شُنَت لانتزاع حمايةِ القبرِ المقدَّس من الخلفاء، ولكنها ما لَبِثَتْ أن تحوَّلت إلى قتالٍ عامٍّ بين جيوش الإسلام وجيوشِ المسيحية، أي: بين الشرق المسلم والغرب المسيحي"(١).
* وصفحة أخرى -دامية- من صفحات الحروب الدينية للكنيسة الغربية، تلك التي تمثَّلت في نَشْرِ النصرانية بحدِّ السيف، وإبادةِ كلِّ مَن لم يتدينْ بدينِ المَلِكِ أو الأمير الذي اعتنق النصرانية! ..