وحتى الذين هَربوا واحتمَوا بالمسجد - مسجد عمر بن الخطاب - "قبة الصخرة" - ذبحهم الصليبيون في المسجد .. وبعبارة شهود العيان:" .. على أنه باطلاً -أي: عبثًا-كان الإسلامُ -أي: المسلمون- في "أورشليم" يجدُّون مفتِّشين عن مَهْرَبٍ يحمُون به حياتَهم .. فعددٌ كليٌّ منهم قد هربوا إلى جامع عمر ظانين أنهم هناك يحمُون ذواتَهم من الموت، ولكنَّ ظنَّهم خاب، إذ إن الصليبيين -خيَّالةً ومُشاةً- قد دخلوا الجامع المذكور، وأبادوا بحد السيف كل الموجودين هناك .. حتى استوعب الجامعُ من الدم بحرًا متموِّجًا، علا إلى حدِّ الرُّكَب، بل إلى لجُم الخيل .. وذلك مما فَتكت به سيوفُ الجيوش الصليبية أرقابَ -أي: رقاب- الإسلام -أي: المسلمين - .. "(١).
° وبعد أن "كَلَّت أيدي الصليبيين من سفك الدماء"!! -كما يقول مؤلف هذا الكتاب رجل الدين النصراني "مكسيموس مونروند" -: "ذهبوا إلى كنيسة القيامة - التي حرَّرها عمر بن الخطاب، وتحرَّج أن يُصلِّيَ فيها، كي تظلَّ خالصةً للنصرانية والنصارى - ذهب الصليبيون إلى كنيسةِ القيامة، وهم سُكارى، يرددون الصلوات، وأيديهم غارقةٌ في دماء المسلمين الذين ذبحوهم في مسجد عمر بن الخطاب"!! .. وبعبارة شهود العيان النصارى:" .. ولما حَلَّ المساء، اندفع الصليبيون يبكون من فَرْطِ الضحك-!! - بعد أن أتوا على نبيذ المَعَاصر-!! - إلى كنيسة القيامة، ووضعوا أكفَّهم الغارقة في الدماء على جُدرانها، ورددوا الصلوات .. "!!.
ثم كتبوا إلى البابا الذهبي "أوربان الثاني"، الذي صَنع لهم مفاتيح