بدماء المسلمين!! .. وهم في حَملاتهم الصليبية المقدسة هذه، يحملون مفاتيحَ الجنة -المفاتيح البطرسية التي صنعها لهم البابا الذهبي" أوربان الثاني" -ليفتدوا أنفسهم من كثرةِ الاغتصابات التي مارسوها عدوانًا .. وأيضًا ليتملَّكوا ويرِثوا- بهذه الحرب "المقدسة" - التي هي "في حق الله عينه" -أي في سبيل الذات الإلهية!!! حسب تعبير الباب - كل أقاليم آسيا ذات الخزائن الغنية التي تفوق الأحصاء، والتي تَفيض لبنًا وعسلاً!! .. والتي تشابهُ في الخصوبة فردوسًا سماويًّا!!.
هكذا تحولت المقاصدُ الدينية المقدسة إلى سبُلٍ وآلياتٍ وطاقاتِ شَحنٍ لتحقيق الاستعمار والنهب والاستغلال .. وأصبحت الآخرةُ في خدمة لصوص الدنيا .. وحملت الأيدي المخضبةُ بدماء المظلومين مفاتيحَ الفردوس الإلهي الأعلى!.
وفي موقعة احتلال الصليبيين لمدينة القدس وحدَها سنة ١٠٩٩ م تمت مَجزرةُ الإبادة الكاملة لسكَّانها المسلمين -ومعهم اليهود- بالقتل والذبح والإحراق .. ونحن ننقلُ عن شهودِ العِيان النصارى، الذين حَفِظت لنا مشاهداتِهم المصادرُ النصرانية، لمحةً من لمحات هذه الحرب الدينية النصرانية على الإسلام والمسلمين.
° تقول هذه الشهادات -في كتاب "تاريخ الحروب المقدسة في الشرق، المدعوة حرب الصليب": "إن ديوانَ المشورة العسكرية الْتَيَم -أي: اجتمع- وقَطع حُكمًا مرهبًا، هو: أن يُمات كلُّ مسلم باقٍ داخلَ المدينة المقدسة .. وهذا الحكم المَهيل قد تَباشَرَ بالعمل .. ودامت هذه الملحمة مدةَ سبَّب -أي: سبعة أيام- كاملة"!!.