البيان: هل الشعب الدانماركي يَجهلُ حقيقةَ المصطفى -عليه الصلاة والسلام-؟ وبماذا تُوصي المسلمين لتبيين حقيقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للشعب الدانماركي؟.
- إنَّ ما جَرى ويجري وما واكب ذلك من مواقفَ يدلُّ بوضوح ٍعلى جَهل القومِ بشخصيةِ نبيِّنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد، بل الخلفيةُ الفكريةُ والثقافيةُ التي أَقصت الدينَ عن كلِّ مناحي الحياةِ وأضعَفت في النفوسِ معانيَ الاحترام والقَداسة، كل ذلك لَعِب دَورًا كبيرًا في الجُرأةِ على نَشرِ تلك الرسومات، يدلُّ عليه موافقةٌ أكثريةٌ (حسب إحصائهم) وعدمُ مبالاة الباقين؛ لأن القضيةَ لا تعنيهم، وكأن شيئًا لم يكن؛ لذا فإنه -ولا سيَّما بعد تكرارِ نشر تلك الرسومات في أغلب البلاد الأوروبية- فإنه لا بد من السعي على جهتين:
الأولى: جهةٌ دعوية تُعنَى بتوصيل رسالةِ الإسلام وسماحتِه لهؤلاء عَبْرَ كل الوسائل المتاحة، بل ابتكارِ كل ما من شأنه أن يوصِّل هذا الصوتَ المبارك، وهنا أنصحُ بالتنسيقِ الكامل بين العلماء الربانيين وبين المثقَّفين المأمونين الذين يعون الغرب تمامًا، وكيف يمكن مخاطبتُه.
الثانية: الجهةُ القانونيَّة؛ وذلك بالعمل لاستصدارِ قانونِ دانمركي، بل أوروبي إن لم أقل عالَميًّا، يُحرِّمُ نَشرَ مثل تلك الأمورِ، بل يُعاقِبُ ويُجرِّم مرتكبيها؛ لأنه إن غابت القداسةُ لمِ يَعُد ثَّمَ وازعٌ يردع، ولم يَبْقَ إلاَّ الجانبُ القانوني؛ لأنه يُحترَمُ في الغرب ويردعُ كثيرًا لخوفهم من عواقب المخالفة؛ فإنْ تَحقَّقَ فهو خيرٌ عظيم؛ لأنه يَجلبُ مصلحةً ويدفع مفسدة.